جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
في خطوة تهدف إلى تعزيز الشراكة بين المغرب والشيلي، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن تفعيل آليات التعاون الثنائي بين البلدين. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الأربعاء في الرباط، عقب مباحثات جمعته بوزير العلاقات الخارجية للشيلي، ألبرتو فان كلافرين ستورك.
كشف بوريطة أن المغرب والشيلي اتفقا على عقد دورة جديدة من الحوار السياسي والاستراتيجي خلال العام المقبل. وستركز هذه الدورة على تطوير العلاقات الثنائية ومناقشة قضايا ذات اهتمام مشترك، في انسجام مع توجهات المغرب لتنويع شراكاته الدولية وتعزيز التعاون مع دول تتسم بالجدية والمصداقية.
كما أشار الوزير إلى أن الحوار المرتقب سيتيح فرصة لتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية، حيث يُمكن للمغرب أن يضطلع بدور شريك إيجابي وفعال للشيلي في معالجة هذه القضايا.
على صعيد آخر، أكد بوريطة عزم البلدين على إحياء لجنة التجارة والاستثمار المشتركة التي لم تنعقد منذ فترة طويلة. ومن المتوقع أن تسهم هذه اللجنة في تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين، التي لا تزال دون المستوى المنشود، والتغلب على العقبات التي تعوق تطويرها.
وأشار الوزير إلى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان في مجال الاستثمار، موضحاً أن المغرب يمكن أن يشكل بوابة للشيلي نحو القارة الإفريقية، في حين يمكن للشيلي أن تكون نافذة المغرب إلى أسواق أمريكا الجنوبية.
وفي إطار التعاون القطاعي، أوضح بوريطة أن الجانبين اتفقا على تشجيع التواصل بين الوزراء المختصين في مجالات مثل الفلاحة والسياحة والطاقة والربط البحري، سواء من خلال زيارات متبادلة أو لقاءات عبر تقنية التناظر المرئي.
كما تناول الاجتماع التنسيق بين البلدين في العمل متعدد الأطراف. وأشاد بوريطة بالدبلوماسية القوية التي تتمتع بها الشيلي في المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان. واتفق الطرفان على العمل معاً في قضايا ذات أولوية مثل التغير المناخي، الهجرة، ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وفي ختام المباحثات، وقع الطرفان على بيان مشترك يحدد القضايا والمواقف المشتركة بين البلدين. وأعرب بوريطة عن تقدير المغرب لمواقف الشيلي البناءة بشأن قضية الصحراء المغربية، مؤكداً أن العلاقات الثنائية تستند إلى أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون المثمر.
أشار بوريطة إلى أهمية التشاور مع الشيلي حول التطورات التي تشهدها منطقة أمريكا اللاتينية، تماشياً مع رؤية الملك محمد السادس لتعزيز العلاقات التاريخية والاقتصادية مع دول هذا الفضاء الجغرافي. وختم بالقول إن الشيلي تعد شريكاً محورياً للمغرب في أمريكا اللاتينية، لما تتمتع به من دبلوماس