جريدة أرض بلادي – ايت علي اكرام –
شهدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالرباط، يوم الخميس 20 مارس 2025، اجتماعًا هامًا ضمّ السيد وزير الصحة وممثلي الجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل (إ م ش). وجاء اللقاء في سياق الحوار الاجتماعي القطاعي بين الطرفين، حيث شكّل فرصة جديدة للمطالبة بالإنصاف وتحسين الأوضاع المهنية والمادية للممرضين وتقنيي الصحة.
مطالب عادلة وحوار متواصل
شاركت اللجنة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة (إ م ش) ضمن وفد الجامعة الوطنية للصحة في هذا الاجتماع، وترافع ممثلوها بجدية وإصرار عن مطالب هذه الفئة التي تشكل ركيزة أساسية في المنظومة الصحية. وعبّرت اللجنة عن استيائها من الوعود المتكررة التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ، كما انتقدت ترويج بعض الأطراف لمكتسبات وُصفت بأنها “تسويفية” دون أثر حقيقي على أرض الواقع.
تفاصيل العرض الوزاري: نقاط خلاف وانتظارات
استعرضت وزارة الصحة خلال الاجتماع مقترحات تتضمن تحسينات في الوضعية المالية والمهنية، أبرزها:
زيادة شهرية بقيمة 500 درهم تُدرج ضمن التعويض عن الأخطار المهنية ابتداءً من يوليوز 2025.
إحداث الإطار الصحي العالي وتعديل مرسوم هيئة الممرضين وتقنيي الصحة مع تخصيص تعويض إضافي.
منح سنوات اعتبارية لشيوخ التمريض والممرضين المرتبين في مختلف السلالم الإدارية، بهدف تسهيل ترقياتهم.
تعويض عن الحراسة والتأطير بعد إعداد معايير الاستحقاق بشكل أكثر دقة.
تسريع إحداث الهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة لوضع تنظيم ديمقراطي يحمي المهنة من الفوضى.
رغم هذه الخطوات، أكدت اللجنة الوطنية أن العرض الوزاري لا يرقى إلى حجم تطلعات الأطر التمريضية، مطالبة بتجويد المقترحات وتسريع تنفيذ الاتفاقات السابقة، خصوصًا تلك الواردة في محضري 29 دجنبر 2023 و26 يناير 2024.
مطالب ملحة وانتقادات حادة
طالبت اللجنة بتحقيق العدالة في التعويض عن الأخطار المهنية عبر رفع قيمته إلى 1500 درهم كمرحلة أولى، وإحداث تعويضات منصفة عن المهام التمريضية. كما دعت إلى تقنين نظام الترقي واعتماد أفضل الصيغ المعمول بها، فضلًا عن الإسراع بإصدار مصنف الكفاءات والمهن، وتحسين شروط العمل للمتدربين في المعاهد العليا للتمريض.
السنوات الاعتبارية: ملف شائك ينتظر الحسم
يعتبر ملف السنوات الاعتبارية أحد أبرز القضايا العالقة، حيث خلّف تدبيره السابق مظالم عديدة في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة. وفي هذا الإطار، تطالب اللجنة الوطنية بمنح سنوات إضافية تعكس الأقدمية المكتسبة، مع مراعاة الحالات الخاصة لشيوخ التمريض.
تحديات المستقبل: إصلاح شامل للمنظومة الصحية
أكدت اللجنة الوطنية على أهمية الحفاظ على صفة الموظف العمومي ومركزية الأجور في إصلاح المنظومة الصحية، مشددة على ضرورة تعديل القوانين المنظمة لقطاع الصحة بشكل يضمن حقوق كافة الأطر الصحية في مختلف مواقع عملهم.
دعوة للتعبئة والنضال
في ختام بلاغها، دعت اللجنة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة جميع العاملين في القطاع إلى التعبئة ورصّ الصفوف والاستعداد لخوض أشكال نضالية تصعيدية في حال استمرار تجاهل المطالب العادلة والمشروعة.
ختامًا، يبقى الأمل معلقًا على استجابة الوزارة لهذه الانتظارات، وإخراج القرارات إلى حيّز التنفيذ لإنصاف فئة تبذل الغالي والنفيس من أجل صحة المواطنين.