جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة
في الآونة الأخيرة، أصبحت الساحة السينمائية مسرحًا لظاهرة مثيرة للجدل؛ مهرجانات سينمائية وهمية تمنح “جوائز كبرى” لكل المتنافسين بلا استثناء. تعتمد هذه المهرجانات، التي تقتصر على الإنترنت، على استغلال الطموحات الفنية للمخرجين والمنتجين، حيث يصبح دفع رسوم التسجيل الشرط الوحيد للمشاركة والفوز.
مع ظهور منصات مثل “FilmFreeway”، أصبح من السهل على صناع الأفلام تحميل أعمالهم والتقديم لمهرجانات عالمية بنقرة زر. ورغم الفوائد التي جلبتها هذه المنصات في تسهيل التواصل والوصول للجماهير، برزت في المقابل مهرجانات وهمية تسعى لاستغلال الفنانين من خلال رسوم تسجيل بسيطة، تمنحهم في المقابل “الجائزة الكبرى”، بغض النظر عن جودة العمل الفني.
هذه الجوائز تُستخدم في بعض الأحيان لتحقيق مكاسب إعلامية مضللة، إذ ينشر المخرجون أخبار فوزهم عبر وسائل التواصل والصحف، مما يخلق صورة زائفة عن النجاح. ويؤسف أن حتى بعض المحترفين يلجؤون إلى هذه الاستراتيجية لتعزيز صورتهم والحصول على تمويل إضافي.
في المغرب، أصبح هذا التوجه يمثل تحدياً للمركز السينمائي المغربي، حيث يحاول بعض المخرجين استخدام هذه الجوائز للحصول على دعم مالي على أساس نجاحات عالمية زائفة. هذه المهرجانات لا تعكس بالضرورة القيمة الفنية للأعمال، بل تشكل ظاهرة تجارية تسعى للربح السريع على حساب الفن والمصداقية.
تحتاج المؤسسات الداعمة للفن، بما في ذلك المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ إجراءات صارمة للتحقق من مصداقية هذه الجوائز والمهرجانات، بهدف توجيه الدعم لمن يستحقه حقًا. يجب أن تكون الجوائز السينمائية انعكاساً لجودة العمل الفني وليس لمجرد المشاركة في مهرجانات تفتقر إلى المصداقية.
في النهاية، ورغم أن العصر الرقمي يوفر فرصًا جديدة لصناع السينما، فإنه يفتح الباب أمام الاستغلال والخداع. لذلك، يجب على السينمائيين التمسك بالقيم الفنية الحقيقية لتفادي الانجراف نحو النجاح الزائف.