الناظور… مجتمع مدني يبحث عن مكانه في هندسة تنمية عادلة وشاملة

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

يشدد عدد من الفاعلين المحليين على أن المنطقة تعيش حالة من التراجع في الأدوار المفترض أن تضطلع بها الجهات البيئية والسياسية، إلى جانب منظمات المجتمع المدني. هذا الغياب، حسب رأيهم، ترك شعورًا عامًا بالحرمان وفقدان الثقة في المسارات التنموية، إذ يعتبر المواطنون أنفسهم خارج دائرة الاستفادة من حقوقهم الأساسية، مما يعمق الإحساس بالإقصاء.

ويذهب المتحدثون إلى أن الوضع الحالي هو نتاج تراكمات وخلل بنيوي يصفونه بـ”الانسداد الشامل” الذي يعترض أي محاولة للتقدم. كما يوجهون نداءً واضحًا نحو ضرورة التحرك الميداني والعمل المباشر وسط الساكنة، باعتباره المدخل الأساس لفهم الإشكالات وبناء حلول حقيقية على أرض الواقع.

وفي الجانب الإداري والاقتصادي، يبرز مطلب إحداث محاكم إدارية وتجارية بالمنطقة، نظرًا لغيابها الذي يعرقل جاذبية الاستثمار ويضع الإدارة المحلية أمام صعوبات تؤثر على جودة أدائها، وهو ما ينعكس سلبًا على دينامية التنمية.

أما على مستوى القطاع الصحي، فتبرز إكراهات حادة مرتبطة بضعف تجهيزات المستوصفات القروية، ما يدفع السكان، وخاصة النساء والأطفال، للانتقال إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج. ويظل الخصاص في وسائل التشخيص، وعلى رأسها جهاز السكانير بمستشفى الحسني، من أبرز العراقيل، خصوصًا في ظل تزايد الطلب مقابل قلة الإمكانيات.

وفي القطاع التربوي، يتم التأكيد على الحاجة إلى بناء مؤسسات تعليمية جديدة داخل الأحياء الهامشية للحد من الاكتظاظ الذي تعرفه هذه المناطق، بخلاف مركز المدينة. كما يشدد الفاعلون على أهمية إدماج بنيات رياضية ضمن المنظومة التعليمية، باعتبارها عنصرًا مساعدًا على تنمية قدرات الشباب وتعزيز دور المدرسة في بناء شخصية المتعلم.