جريدة أرض بلادي ? بقلم: سفيان بلغيت صحفي
شارك نادي الوداد الرياضي في كأس العالم للأندية 2025 وسط تطلعات كبيرة من جماهيره ومحبيه، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال، بعدما خرج الفريق من المنافسة بسرعة ودون تحقيق ما يليق باسمه وتاريخه.
الخيبة لم تكن فقط في النتيجة، بل في الطريقة… والسبب؟ منظومة اختارت الارتجال بدل التخطيط، والمجاملات بدل الكفاءة.
كيف لنادٍ يشارك في بطولة عالمية أن يسافر إلى الولايات المتحدة بقائمة لا تتجاوز 11 لاعباً مؤهلاً؟
هذا المعطى الصادم يعكس غياب تام للتخطيط الاستراتيجي، وعدم جاهزية الإدارة التقنية لتدبير الاستحقاق. مشاكل التأهيل، سوء التواصل مع الفيفا، وغياب الحلول البديلة، كلها مؤشرات على تسيير هاوٍ لا يليق بفريق من حجم الوداد.
الطاقم التقني بدا مرتبكاً، وسط غياب رؤية واضحة للنهج التكتيكي، وسوء توظيف اللاعبين داخل رقعة الميدان. التغييرات كانت متأخرة، والانسجام مفقود، في ظل محدودية الخيارات البشرية والبدنية.
الجدل الإعلامي الذي سبق البطولة، خاصة بعد تصريح صحفي عن “كراء لاعب” لسد الخصاص، ساهم في خلق جو من التوتر والضغط على اللاعبين، الذين افتقدوا للتركيز والهدوء داخل الملعب. تحول الفريق من مرشح طموح إلى مجموعة تبحث عن النجاة.
الفريق ظهر منهكاً بدنيا، خصوصاً في الشوط الثاني من المباريات، ما كشف ضعف التحضير البدني، وأكد أن غياب البدائل وعدم توفر دكة قوية أثر سلباً على الأداء العام.
المشاركة لم تكن فنية فقط، بل شابتها تساؤلات كثيرة حول من رافق الفريق، ومن مثّل الإعلام المغربي، ومن استفاد من رحلة “المونديال” دون قيمة مضافة.
الصحافة يجب أن تكون سلطة رابعة لا امتداداً للعلاقات والمحاباة، وإلا فإننا نقتل المصداقية من الداخل.
الوداد لم يخسر فقط على أرض الملعب، بل خسر لأن المنظومة كلها مهزوزة:
غياب التخطيط، ضعف الكفاءة، غياب المحاسبة، و”ثقافة باك صاحبي” كلها عوامل قتلت الحلم قبل صافرة البداية.
إذا لم يتم تقييم حقيقي وشجاع لهذه المشاركة، فالقادم أسوأ… وحينها، لن ينفع لا تاريخ ولا جمهور.