اليوم الثالث من مهرجان مراكش الدولي للفيلم… حوارات جريئة وزخم يعيد الروح لشغف الشاشة الكبيرة

جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

اليوم الثالث من مهرجان مراكش الدولي للفيلم حمل معه حراكًا سينمائيًا لافتًا أعاد للمدينة نبضها الثقافي وأيقظ شغف الجمهور بالشاشة الكبيرة. فقد تحوّل فضاء النقاشات إلى منصة للدفاع عن مكانة السينما ودورها في استعادة المتفرجين، خاصة الشباب، إلى القاعات المظلمة التي افتقدتهم لسنوات.

 

وشدّد المتدخلون على أن مشاهدة الأفلام في القاعات تمنح تجربة لا يمكن تعويضها، فهي لحظة للتأمل والتفكير وتبادل الآراء، إضافة إلى دورها في تعزيز التواصل الاجتماعي بين الأصدقاء والعائلات. كما ساهم حضور نجوم عالميين ومحليين في رفع حماس الجمهور ومنحه فرصة لاكتشاف إنتاجات سينمائية جديدة من مختلف الدول.

وفي سياق الحوارات الفنية، استقبل اليوم الثالث الممثلتين الأوروبيتين فيرجيني إفيرا وكيارا ماستروياني ضمن فقرة “حوارات الممثلتين”. وقدّمت إفيرا شهادة صادقة عن صراعها الداخلي بين الرغبة في الإخراج والخوف من اتخاذ الخطوة، معتبرة أن الشعر كان دائمًا أقرب وسيلة للتعبير عن مشاعرها. أما ماستروياني فشددت على ضرورة الحفاظ على حرية الفنان وعدم إخضاع السينما لمنطق الربح وحده، مؤكدة أن الإبداع يجب أن يظل مساحةً للتعبير الإنساني الصادق.

وتواصلت العروض ضمن المسابقة الرسمية، حيث استقطب فيلم “خلف أشجار نخيل” للمخرجة المغربية مريم بن مبارك اهتمامًا كبيرًا. ويقدّم الفيلم معالجة جريئة لعلاقة حب تتقاطع مع عوالم مظلمة ومحفوفة بالمخاطر، في خطوة جديدة تعزز حضور السينما المغربية داخل المهرجان بمواضيعها المتنوعة وجرأتها الإبداعية.

 

ورغم التراجع النسبي في ارتياد القاعات خلال السنوات الأخيرة، فإن أجواء المهرجان تبعث الأمل في استعادة السينما لمكانتها لدى الجمهور. وقد عبّر الحاضرون عن اعتزازهم باحتضان مراكش لهذا الحدث العالمي، الذي يشكل رافعة حقيقية لنهضة سينمائية تواكب تطلعات المتلقين وتثري المشهد الثقافي للمدينة وللمغرب ككل.

 

وبهذا الزخم الفني والحوارات العميقة والحضور الجماهيري الواسع، يواصل مهرجان مراكش صياغة دورة استثنائية تحتفي بالسينما وصنّاعها، وتمنح جمهورها لحظات تأمل ومتعة لا تُنسى.