اليوم الوطني لروتيني اليومي

جريدة ارض بلادي -هيئة التحرير-

أكيد ان استمرار أي مجتمع رهين بمدى جودة أخلاقه ورفعة شأنه في هذا الأمر وأكيد أيضا أن الأسرة والمدرسة ودور الشباب وكل مؤسسات الدولة بمختلف أنماطها أحزاب وجمعيات ونقابات و.. تبقى على عاتقها مسؤولية تصحيح مسار الفرد ،داخل هذا المجتمع وتجويده بما يتماشى والتطورات التي يشهدها الوضع الراهن فاذا كانت كل السبل التكنولوجية موضوعة رهن اشارتنا دون شرط أو قيد فهذا وازع من ينبغي معه استعمال كل هذه السبل لما فيه صلاح للنفس والبلاد والعباد .

فما معنى أن يقوم انسان بمشاركة كل تفاصيل حياته اليومية على مواقع تواصل أنشأها أصحابها لأهداف إيجابية ولن أقول علمية كتحفظ مني، تفاصيل دونية ومنحطة تفرض نفسها على شاشات هواتفنا، نجد أنفسنا منساقين ورائها تجوب بنا في دروب العهر والتفاهة، تستهلك دقائق ثمينة من حياتنا دون أن نعي أننا نشجع هذا الانحراف ونشارك أناسا معتوهين ثقافة ليست من ثقافتنا وعبارات ليست من

معجمنا .

استمرار الحال من المحال لم تعد قاعدة أؤمن بها بل ان التمادي في هذه الروتينيات اليومية يدعو للقلق ويحث بشكل ضروري على خلق لجان مؤهلة علميا ودينيا وطبيا

للقيام بدراسة اجتماعية ونفسية لما تصدره هذه الأخيرة من إشارات قوية وسلبية توحي أن القادم أشد خطرا وقتامة على المجتمع ما لم يتم التصدي لظاهرة ” روتيني

اليومي ” وبصرامة بل قد نصل في يوم من الأيام لتمجيد وتعظيم هذه الأفعال وترسيخها كذكرى للاحتفال بها تحت مسمى اليوم الوطني لروتيني اليومي ، ليتم تدريسها بعد ذلك بالمناهج الدراسية ، ليس هناك أخطر من الجهل على المجتمعات .

وليس هناك أخنع من التفاهة على هدم الهمم ووأد طموح أصحاب العزم لا يمكن البتة تصنيف ما يقع خلف ستار مواقع التواصل من روتينيات فاضحة لا تخلو من الايحاءات الجنسية على أنها حريات فردية بل ان حرية أي شخص من الأشخاص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر والآخرين، حرية تدمر سلوك وأخلاق مشاهد مرغم على المشاهدة أنفا عنه لا لشيء سوى لاحتلال هذه الروتينيات الهدامة أولى العناوين في كل محركات البحث وفي المقابل يجني معتوه أو معتوهة دراهم معدودات على ما قام به من فحش وعرض لبعض تضاريس جسده الذي وكلي يقين لم يتذوق طعم الصابون منذ أزل بعید يسيل المداد ولا يريد التوقف عن سرد ما أصبحنا عليه ولم نعهده يوما في مجتمعنا .

ويبقى الحل الأنجع توفير إطار قانوني يسطر الأفعال التي يقوم بها الأشخاص خلف مواقع التواصل الاجتماعي اذ لا ننكر أن الفراغ القانوني في هذا الإطار هو ما يجعل

ويترك الفرصة بأن يطل علينا كل يوم معتوه من المعتوهين الذين ساهموا ويساهمون في تخريب المجتمع وتسويد صورة المرأة المغربية الحرة والأصيلة، انه دون نصوص قانونية رادعة للتفاهة والعهر الالكتروني سنحتفل يوما بذكرى اليوم الوطني لروتيني اليومي وأخشى أن تكون كل أيام السنة احتفالات .