جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

يُخلَّد اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان في 22 نونبر من كل سنة، باعتباره محطةً سنوية للفت الأنظار إلى واقع آلاف المرضى بالمغرب، الذين يخوضون معركةً شرسة على جبهتين: جبهة مقاومة المرض الخبيث، وجبهة مواجهة التكاليف الباهظة للعلاج. وبينهما تتشكل حكايات صامتة من الألم والصبر والمعاناة اليومية.
ورغم الجهود المبذولة من طرف الدولة وعدد من المبادرات الجمعوية، لا يزال واقع مرضى السرطان في المغرب يطرح أكثر من سؤال، في ظل استمرار مجموعة من التحديات التي تثقل كاهل الأسر، أبرزها:
ارتفاع أسعار الأدوية إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية لغالبية المواطنين، خاصةً الفئات الهشة ومحدودة الدخل.
ضعف التغطية الصحية والتعويضات، إذ لا تغطي إلا جزءاً يسيراً من تكلفة العلاج، ما يضطر الكثيرين إلى الاقتراض أو بيع ممتلكاتهم.
ندرة مراكز العلاج المتخصصة في عدد من الجهات، ما يجبر المرضى على التنقل لمسافات طويلة بحثاً عن حصص العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وهو ما يضيف طبقةً جديدة من المشقة.
هذه العوامل مجتمعة تجعل رحلة علاج السرطان رحلة مثقلة بالهموم المالية والنفسية، وتكشف عن الحاجة الملحّة إلى مراجعة شاملة للمنظومة الصحية والدوائية. فالمطلوب اليوم هو:
إعادة النظر في سياسة تسعير أدوية السرطان لضمان ولوجٍ أكثر إنصافاً.
تحسين مستوى التعويضات الصحية في إطار التأمين الإجباري عن المرض.
تعزيز العدالة المجالية عبر توفير مراكز علاج متخصصة في مختلف الجهات.
توسيع برامج الدعم الاجتماعي المباشر لفائدة المرضى وعائلاتهم.
إن محاربة السرطان لا تتحقق فقط ببناء المراكز وتجهيز المختبرات، بل برؤية سياسية واجتماعية تُعلي من قيمة الإنسان وتضمن له حقه في العلاج دون إذلال أو معاناة.
فالمريض المغربي يستحق رحلة علاج تحفظ كرامته، وتمنحه الأمل في حياةٍ أفضل.
