مع حلول شهر رمضان تتنافس القنوات الوطنية في تقديم برمجة خاصة تُرصد اعتمادات مالية ضخمة لإنتاجها، على الرغم مما تطرحه من علامات استفهام تسائل جودة المضامين الإعلامية المقدمة للجمهور.
وفيما تتصيد هذه القنوات الإشهار ونسب المشاهدة، يجد مواطنون أنفسهم خارج دائرة المتتبعين للتلفزة العمومية. فالأشخاص الصم لا يستطيعون متابعة البرامج والفقرات المقدمة نظرا لأنها لا تتوفر على الترجمة بلغة الإشارة، ما يدفع هذه الشريحة إلى البحث عن متعتها وحقها في الإعلام في بعض القنوات الدولية المتخصصة التي تتضمن برامجها لغة الإشارة.
ويلاحظ في كل البرامج الموجهة زمنيا للشهر الفضيل انعدام فقرات تستهدف فئة الأشخاص الصم، خاصة في مجال التربية الدينية التي تضع هذه الفئة من المواطنين في حيرة من أمرها في ما يتعلق بضوابط وتعاليم الدين الحنيف، وخاصة الجانب التعبدي المرتبط بالأحكام الشرعية.
وجوابا على سؤال لجريدة أرض بلادي في هذا الصدد، قال محمد الشقري، أستاذ الإعاقة السمعية بكلية علوم التربية: “إننا نجد أنفسنا أمام فئة من المواطنين محرومة من حقها في الولوج إلى المادة الإعلامية مع ما لهذه الأخيرة من دور في تربية وتوعية وتوجيه المجتمع وبناء المواطن الصالح”، محذرا، في السياق ذاته، مما تعيشه وسائط الاتصال البديلة كالإنترنت، والتي تعج بالمعلومة ميسرة الولوج، مع ما يحمله ذلك من مخاطر على الأمن الروحي للصم المغاربة.
وسجل المتحدث غياب البرامج الدينية التي من مهمتها تثقيف الأشخاص الصم وتعليمهم الإسلام الوسطي المعتدل، كما هو الشأن في ما تنتجه القناة السادسة من برامج توعوية وفقهية موجهة للمغاربة، باستثناء من يعانون من إعاقة الصمم، فهم يوجدون خارج دائرة التربية الدينية السليمة.
ويوضح أستاذ لغة الإشارة أن الشخص الأصم يعيش داخل المجتمع المغربي الذي يُقبِل في شهر رمضان على ممارسة العبادات بشكل أكثر انضباطا، الشيء الذي يجعل هذه الشريحة تبحث عن تغذية الجانب الروحي وترسيخ المعتقدات. هذه الأجوبة، بحسب الباحث في مجال الإعاقة، ينبغي أن يقدمها الإعلام ويسهر على إنتاجها متخصصون في لغة الإشارة.
ولتجاوز هذا التمييز السلبي في حق ذوي الإعاقة السمعية وتصحيحه، يقترح المترجم المعتمد لدى فدرالية الأشخاص الصم إنتاج مواد إعلامية بلغة الإشارة ضمانا للتعددية والحق في الإعلام، كما يوصي الباحث في الإعاقة السمعية وزارة الأوقاف والمجالس العلمية بتكوين دعاة متخصصين في لغة الإشارة، مفضلا أن يكون المرشدون من الأشخاص الصم تسهيلا للتواصل، كما ناشد القنوات الوطنية بذل جهود قصد تمكين الأشخاص الصم من الولوج إلى المواد الإعلامية بترجمة بعض البرامج والفقرات ذات البعد التوعوي.