جريدة أرض بلادي – عبد المجيد العزيزي –
تحوّل مشروع “بساتين الواحة” بمدينة مراكش، الذي كان من المفترض أن يكون حلم الاستقرار والسكن الكريم، إلى ما يشبه لعبة “طمونجيري” مرعبة يعيش فصولها المئات من الضحايا يومياً. بين وعود زائفة وتأجيلات مستمرة في تسليم الشقق، وجد المتضررون أنفسهم في دوامة من الابتزاز والتماطل، أثّرت بشكل عميق على أوضاعهم النفسية، الاجتماعية والاقتصادية.
وحسب ما أدلى به عدد من المتضررين لمجموعة من المنابر الإعلامية، فإن الوضع لم يعد يُطاق، مؤكدين أنهم يعيشون حياة أشبه بالجحيم، بعدما تحوّل الحلم الوردي إلى كابوس مزمن. أحد الضحايا عبّر عن الوضع بمرارة قائلاً: “طلع كل الكرموس شكون قالها ليك؟”، في إشارة إلى الندم الشديد الذي يعتصر قلوبهم بعد سنوات من الانتظار والخذلان.
العديد منهم يؤكدون أنهم خسروا الكثير، ليس فقط المال، بل أيضاً استقرارهم الأسري والاجتماعي. علاقات انهارت، أسر تفككت، وأصدقاء تخلوا عنهم، مما دفع بالبعض إلى وصف المشروع بـ”غلطة العمر”. تحوّل السكن المنتظر إلى “السكن المشؤوم”، حيث جفّت دموع النساء والرجال، واشتدّت الحيرة واليأس.
ويبقى السؤال الحارق الذي يطرحه الضحايا: متى ينتهي هذا الكابوس؟ متى يشتعل قنديل الأمل في وجوهنا؟، في انتظار تدخل حاسم من الجهات المسؤولة لإنهاء معاناتهم وردّ الاعتبار لكرامتهم.