بعد ساعات من البحث الليلي العثور على جثة الطفلة يسرى في وادي شراعة ببركان

أرض بلادي _

 

تحولت واقعة غرق الطفلة يسرى، ذات التسع سنوات، في مدينة بركان ، إلى قضية رأي عام أثارت موجة عارمة من الحزن والغضب بين المغاربة. الحادث المأساوي وقع مساء الخميس، عندما كانت الطفلة عائدة من المدرسة برفقة والدها، في شارع يخضع لأشغال التهيئة بدوار جابر. فجأة، باغتتهما سيول جارفة غمرت الطرقات بفعل الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى سقوطهما في بالوعة للصرف الصحي كانت مفتوحة وسط الأشغال.

 

رغم محاولات الأب اليائسة للتشبث بابنته وإنقاذها، إلا أن قوة المياه كانت أقوى منهما. سُحب الأب والطفلة معًا نحو البالوعة، حيث تدخل بعض المارة لإنقاذ الأب الذي نجا بأعجوبة، بينما اختفت الطفلة وسط التيار الجارف. بعد ساعات من البحث ، تم العثور على جثة الطفلة يسرى في وادي شراعة، حيث لفظتها السيول.

 

فرق الإنقاذ التابعة للوقاية المدنية، بدعم من السلطات المحلية وعشرات المتطوعين، واصلت عمليات التمشيط لساعات طويلة في ظروف صعبة، وسط مجاري مائية مشبعة بالطين. وبعد سبع ساعات من البحث الليلي، تم العثور على جثة الطفلة ونقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي .

 

بصوت مليء بالحزن، حاولت والدة يسرى وصف اللحظات الأخيرة لابنتها في تصريح صحفي. قالت الأم إنها كانت تسير خلف زوجها وابنتهما، حاملة أختها الصغرى على ظهرها، عائدين من حصة للدروس الخصوصية. كانت يسرى تمسك بيد والدها بحرص شديد، لكن السيول غدرت بهما في لحظة خاطفة. حاول الأب التمسك بها بكل قوته، إلا أن حجمها الصغير لم يسعفها أمام قوة المياه، لتختفي عن الأنظار وسط الصراخ والذهول.

 

المأساة أثارت موجة من الغضب والحزن عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب المواطنون بفتح تحقيق عاجل في مسؤولية ترك البالوعات مكشوفة وسط الأشغال الجارية. اعتبر الكثيرون أن الحادث ليس مجرد صدفة، بل نتيجة إهمال واضح كلف طفلة بريئة حياتها.

 

في ظل هذه المأساة، تتزايد الدعوات إلى تحميل الجهات المسؤولة عن الأشغال العامة مسؤوليتها، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. كما طالب النشطاء بتحسين إجراءات السلامة في المناطق التي تشهد أعمال بناء أو صيانة، خاصة خلال مواسم الأمطار الغزيرة.

 

وفاة الطفلة يسرى ليست مجرد حادث مأساوي، بل جرس إنذار يذكرنا بأهمية الالتزام بمعايير السلامة في الأماكن العامة، وضرورة محاسبة المقصرين. رحلت يسرى، لكن قصتها ستظل تذكرنا بثمن الإهمال الذي قد يدفعه الأبرياء.