بفضل مهاجرة مغربية.. جمعية بني بوغفار تبعث الأمل في أطفال التوحد بإعزانن

أرض بلادي-عزيز بنعبد السلام 

 

في بادرة إنسانية متميزة، تم مؤخراً تأسيس جمعية بني بوغفار للأطفال ذوي التوحد بجماعة إعزانن والنواي التابعة لإقليم الناظور، والتي جاءت لتسد فراغاً كبيراً في مجال رعاية هذه الفئة الهشة التي عانت طويلاً في صمت، في ظل غياب مراكز متخصصة وخدمات دائمة على المستوى المحلي.

تستفيد حالياً أزيد من 30 حالة من الأطفال ذوي التوحد من خدمات الجمعية، التي يشرف عليها طاقم نسوي من مربيات التعليم المتخصص، في أجواء تربوية وآمنة تراعي خصوصية كل طفل واحتياجاته الفردية، بهدف إدماجهم تدريجياً في المجتمع وتنمية قدراتهم الإدراكية والسلوكية.

وترأس الجمعية السيدة كريمة بن عمار وهي سيدة من أصول بني بوغافر ومقيمة في فرنسا، غير أن الغربة لم تنسِها حب الوطن، فعادت إلى أرضها الأم لتؤسس هذا المشروع الاجتماعي النبيل، مدفوعة بروح المسؤولية والغيرة على أبناء منطقتها. وتبذل السيدة كريمة بن عمار مجهودات جبارة لتوفير جميع الوسائل الضرورية للأطفال، من خلال تنسيق محكم مع الأطر الصحية قصد تقديم فحوصات طبية أسبوعية لفائدة الأطفال ذوي التوحد، في بادرة قلّ نظيرها 

وقد لاقت هذه المبادرة إشادة كبيرة من طرف أولياء الأمور، الذين عبّروا عن امتنانهم العميق لما تقوم به السيدة كريمة بن عمار من أعمال إنسانية، مؤكدين أن كلمات الشكر لن توفيها حقها، وأن ما تقدمه يمثل بصيص أمل في حياة أطفالهم الذين ظلوا لسنوات يعانون في صمت.

وتأمل الجمعية في أن تحظى بدعم المؤسسات المحلية، الإقليمية، والجهوية، من أجل ضمان استمرارية هذه الجهود الطموحة، وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل عدداً أكبر من الأطفال وتطوير بنيتها التحتية بما يتلاءم مع الحاجيات المتزايدة لهذه الفئة.

إن جمعية بني بوغفار اليوم تمثل نموذجاً حقيقياً للعمل الجمعوي الهادف، ومثالاً للارتباط العميق بالوطن، حيث جسّدت السيدة كريمة بن عمار بمبادرتها معنى المواطنة الفاعلة، لتثبت أن الغربة لا تُبعد الأحباب عن قضايا بلدهم، بل قد تكون دافعاً أقوى للعطاء والتضحية.