بقلم: عبد اللطيف بوهلال
أصبح فضاء الانترنيت بكل تطبيقاته من يوتيوب وفيس بوك وانستغرام يعج بظاهرة غريبة تعني القياد والباشوات الذين يسخرون طاقما عدده أكبر من عدد الموظفين التابعين لإمرتهم لا لأجل تنفيذ المهام المنوطة بهم وانما لتصويرهم وتسجيل تدخلاتهم التي تحتوي على ألفاظ معظمها سوقية ولا تليق بما تبنته الدولة المغربية في موضوع حقوق الانسان.
عبارات ينطقها مسؤول في الدولة يوحي من خلالها مستوى نظام الإدارة التي ينتمي اليها قبل أن يوحي من خلالها مستوى أخلاقه وتربيته المفعمة بحب السلطة والقمع والترفع عن الاخرين.
لماذا انتشرت بهرجة القياد والباشوات؟ وهم يأدون واجبهم في حين نجد إدارات وأجهزة أخرى إنجازاتها عظيمة وكبيرة وناجحة لا يصدرون البتة حتى أنين التعب وسهر الليالي من أجل راحة المواطن، فمبالك بمتبهرج يحتجز عربة بائع متجول مغلوب على أمره أو يزيح كومة تراب من الشارع العام وبلا تفكير هو أحد أسباب تواجدها بشكل مباشر فلولا قيامه بعمله بالشكل القانوني لما تكدست هذه الكومة أصلا.
أنا كمتتبع للشأن المحلي على صعيد جهات وطننا الغالي تصيبني هيسترية من الضحك وأنا أرى قائدا أو باشا يستشيط غضبا أمام المواطنين كل بحسب درجة عرقلته للطريق واحتلاله الملك العام، ويختلس النظر المرة تلوى الأخرى ليتأكد أن عدسات الكاميرا التي مولها تقوم بتسجيل حركاته التي أصبحت بهلوانية بل قد يتعدى الأمر أن يقوم الواحد منهم بإعداد نص وحفظه بشكل لائق ليعرضه على ركح نفوذه الترابي وعلى مواطنين ضعاف غلبهم الزمن وغلت عليهم المعيشة.
لست أشجع الفوضى ولا أدافع عن أي مواطن يخالف القانون أو لا يحترمه وانما أشد الانتباه الى انتشار هذا الفيروس وسط أجهزة السلطات المحلية وانما هاجسي أيضا أن تنتقل العدوى الى باقي السلطات والأجهزة الأخرى التي نشيد برؤسائها لتأطيرهم أفرادها في هذا الموضوع، فهل من الضروري سيدي القائد، سيدي الباشا، من توثيق مهامكم الواجبة عليكم بقوة القانون؟ وهل البهرجة سلوك مكتسب أم فطري بالنسبة لكم؟ وهل مدير هذه الجريدة سينشر هذا المقال أم سيعتبره أمرا عاديا يدخل فيما أصبح يطلق عليه ” روتيني اليومي“ الخاص بالقياد والباشوات .