بيت المال القدس تنظم الملتقى السنوي للاشخاص في وضعية إعاقة 

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم الأربعاء 12 أبريل 2023 بالقدس، الملتقى السنوي الثاني للأشخاص في وضعية الإعاقة تحت شعار “القدس تنصرها الهمم”.

تركزت النقاشات خلال أشغال الملتقى، الذي يأتي في إطار فعاليات تخليد الوكالة لعيدها الفضي، على عملية التمكين الاقتصادي للأشخاص في وضعية الإعاقة بما يسمح لأفراد هذه الفئة، ذكورا وإناثا، بتنمية قدراتهم، وخلق الظروف التي تجعلهم قادرين على الإبداع والابتكار وتطوير المهارات المدرة للدخل.

 

مشاريع الإتاحة والدمج

 

وفي كلمة بالمناسبة، جدد المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس، محمد سالم الشرقاوي، التزام الوكالة بتخصيص يوم 12 أبريل من كل عام، كملتقى سنوي للأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك لتمكين أفراد هذه الفئة من الالتقاء والنقاش، وطرح الأفكار الجديدة والمبتكرة لتحسين وضعيتها وجعلها أكثر انخراطا واندماجا في قضايا مجتمعها.

 

وشدد على حرص الوكالة على تحصين المكتبسات التي حققتها مع المقدسيين، والبناء على النجاحات في القطاعات التي توليها الوكالة الأولوية في علمها، مبرزا المكانة التي باتت تحتلها هذه المؤسسة في القدس، وما تحظى به جهود الوكالة من تقدير من لدن المقدسيين.

 

وجدد التأكيد على قرار الوكالة تخصيص حصص ثابتة، تتناسب مع المعايير المعتمدة، لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة مشاريعها المتعلقة بالإعمار والمبادرات الأهلية والمنح التعليمية المختلفة وبرامج التدريب المهني، والتسويق الإلكتروني لمنتجات الجمعيات والتجار.

 

وأشار في هذا الصدد، إلى مواصلة الوكالة الاهتمام اللازم بمشاريع “الإتاحة” و”الدمج” ضمن برامجها ومشاريعها السنوية في القدس، بهدف خلق بيئة متوازنة وملائمة لاحتياجات الأشخاص في وضعية الإعاقة.

 

الحق في الاستثمار

 

من جهتهم، أشاد ممثلو الهيئات والمؤسسات والجمعيات المشاركين في الملتقى بقرار الوكالة بتحديد يوم 12 أبريل من كل سنة كملتقى سنوي للأشخاص في وضعية الإعاقة، ضمن برنامجها الخاص بالمساعدة الإنسانية والاجتماعية في القدس.

 

ورحبوا بقرار الوكالة تخصيص حصص ثابتة لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة مشاريعها، مشيدين بتوجه الوكالة لإيلاء الاهتمام اللازم لمشاريع “الإتاحة” و”الدمج” ضمن برامجها ومشاريعها السنوية في القدس.

 

وأعرب المشاركون، من جهة أخرى، عن يقينهم بأن مخرجات هذا الملتقى ستساهم في ترسيخ الوعي الجماعي بطبيعة التحديات المطروحة على هذه الشريحة من المجتمع، إذا التف الجميع خلف هدف واحد وهو مساعدة الأشخاص في وضعية الإعاقة، معبرين في هذا الصدد، عن أسفهم بأن توفير “الإتاحة” و”الدمج” في مختلف النواحي اليومية للشخص المعاق في مدينة القدس ما زالت بعيدة المنال.

 

كما عبروا عن قناعتهم بأن تحقيق الحد الأدنى الملائم الذي يكفل سهولة الحركة والتنقل وولوج المؤسسات المختلفة والأسواق وغيرها، يبقى مطلبا أساسيا لهذه الفئة من المجتمع، مشددين على ضرورة تمكين هذه الفئة من حقوقها، على غرار فئات المجتمع الأخرى، في التملك، والتمتع بالأهلية وباستقلالية الذمة المالية، والحق في الاستثمار، وفي إنشاء مشاريع صغيرة.

 

تطوير أساليب التمكين الاجتماعي

 

وأشار المشاركون إلى أنه على الرغم من حصول غالبية الأشخاص في وضعية إعاقة في القدس، على الرعاية الصحية وعلى مخصصات العجز لتوفير الحد الأساسي من متطلبات العيش، إلا أن النظرة القاصرة التي يحملها المجتمع عموما لذوي الاحتياجات الخاصة قد تحد من تمكينهم وإدماجهم، وهنا تبرز ضرورة تطوير أساليب التمكين الاجتماعي.

 

كما طالب المشاركون المؤسسات ذات الاختصاص بالاعتراف بإنجازات هذه الفئة، سواء في نطاق الأعمال المنزلية، أو في مجالات الحرف، والصناعات والمنتجات وغيرها، والتي تعتبر قيمة اقتصادية مضافة للمجتمع تمكنه من القضاء على المشكلات الاقتصادية المختلفة كالفقر، والبطالة.

 

وألحوا أيضا على ضرورة دعم أنشطة وبرامج الجمعيات الأهلية العاملة في مجال رعاية وتربية ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف أشكال الدعم المالي والفني، وإنشاء نوادي اجتماعية ورياضية متخصصة توفر مناخا مناسبا لممارسة ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم كافة الأنشطة الرياضية والترفيهية، وكذا مراكز التدريب والتأهيل المهني؛ لإكساب ذوي الاحتياجات الخاصة المهارات التي تمكنهم من العمل المهني بمختلف صيغه؛ لمساعدتهم على الحياة المستقلة.

 

اهتمام ملكي

 

من جهة أخرى، وجه الحاضرون التحية والتقدير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على اهتمامه ورعايته لكافة فئات المجتمع الفلسطيني في القدس، ومن بينها فئة الأشخاص في وضعية الإعاقة، بنفس قدر الاهتمام الملكي الذي يوليه جلالته للأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب.

 

كما ثمنوا دور مركز وكالة بيت مال القدس الشريف في المدينة المقدسة وأدوارها المقدرة في دعم المدينة وأهلها المرابطين، وهي تدبر التزاماتها على أحسن وجه، في نطاق اختصاصاتها، وضمن حدود إمكانياتها.

 

وفي هذا الصدد، أشاد المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس بجهود الوكالة على ما تقدمه من أعمال ميدانية دعما لصمود الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس، وقال: “نحن أوفياء لهذا الجهد المبذول، ومن القدس نقول شكرا لجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس ونحن أوفياء لعطائكم وجهودكم”.

 

من جانبه، نوه مدير الجمعية العربية للأشخاص مع إعاقة إحسان ادكيدك، بالأدوار التي تؤديها وكالة بيت مال القدس وما تقدمه للمقدسيين، لحماية مدينة القدس وصيانة مركزها الديني والحضاري وتوفير أسباب العيش الكريم لسكانها من خلال البرامج والمشاريع في المجالات الصحية والتعليمية والعمرانية، مثمنا وقوف المغرب قيادة وشعبا إلى جانب الإنسان المقدسي الذي يدافع باسم الأمة العربية والإسلامية عن أطهر المقدسات.

 

ويسعى الملتقى إلى دعم البرامج التي تهدف إلى إكساب الأشخاص ذوي الإعاقة المعارف والاتجاهات والقيم والمهارات، التي تؤهلهم للمشاركة الإيجابية الفعالة في مختلف أنشطة وفعاليات الحياة الإنسانية إلى أقصى حد، بما يستوعب إمكانياتهم وقدراتهم من جانب، والتغيير في ثقافة المجتمع نحوهم بشكل خاص، واستبدال ثقافة التهميش بثقافة التأهيل والتمكين .