بين الإعلام الجمعوي والإعلام الرسمي

بين الإعلام الجمعوي والإعلام الرسمي

اقتراح جيهان عيار

يتميز الإعلام الجمعوي عن الإعلام الرسمي/التقليدي في كونه لا يقتصر فقط على نقل المعلومة، بل يتجاوز ذلك إلى إبداء الرأي وتقديم وجهة نظره علاقة بالمواضيع التي يتفاعل معها، بل في أحيان عديدة يقوم بالنبش في هوامش المجتمع، لتسليط الضوء على مساحات مظلمة قد لا تصلها مؤسسات الإعلام الرسمي/التقليدي.

 

ولفهم الإعلام الجمعوي أكثر، يمكن أن نسوق جملة خصائص تميزه عن بقية الأشكال الإعلامية الأخرى:

· احتضان مؤسسات المجتمع المدني لوسيلة الإعلام وقدرتها على توجيهها للتفاعل مع قضايا المجتمع؛

· استنادها على خلفية فكرية أو مرجعية حقوقية؛

· تقديم خدمة القرب للمجتمع المحلي؛

· ضمان مشاركة المجتمع المحلي والفعاليات المدنية؛

· وسائل إعلام موضوعاتية؛

· اعتمادها نموذج اقتصادي غير ربحي.

بين الإعلامي والفاعل المدني

عكس الإعلام التقليدي/الرسمي، يتخذ الإعلام الجمعوي مساحات وافية من المرونة في التعامل مع الصحفيين والإعلاميين الذين يشرفون على إعداد وتقديم البرامج الإذاعية، حيث أن أغلب العاملين في الإذاعات الجمعوية هم فاعلون مدنيون، من خلفيات أكاديمية اجتماعية، علمية أو قانونية، يرون الإعلام الجمعوي استمراراً لنضالهم المدني وضرورة حتمية قضت بها مستجدات العصر.

ويسمح الإعلام الجمعوي لعدد كبير من الأشخاص من معانقة حلم الصحافة، الذي راوده أيام الصبى، وحالت بينه وبين تحقيقه تعقيدات المجتمع ومنسوب الرقابة المرتفع بالإعلام التقليدي، حيث يجب تطوير المعارف والمهارات الأساسية المطلوبة لممارسة عمل صحفي ينضبط مع المعايير المتعارف عليها.

بذلك يكون الإعلام الجمعوي مزجًا بين الإعلام بضوابطه العلمية ومهاراته والعمل المدني بمقارباته الفكرية وتصوراته التنموية، ليشكل أداة فعالة ومهمة، تفسر الاهتمام المتزايد بها.