- بواسطة سفيان
- بين بحرٍ متلاطم الأمواج ومعاناةٍ لا تُرى: هل نسينا
- البحارة في آسفي؟
في مدينة آسفي، حيث يعانق البحر الحياة ويشكل مصدر رزقٍ لآلاف البحارة، نرى اليوم مشهدًا مختلفًا يستحق الوقوف عنده. مهرجان البحر، الذي يُفترض أن يُكرم هؤلاء الجنود المجهولين الذين يواجهون المخاطر كل يوم ليجلبوا لنا خيرات البحر، بات اليوم محورًا لفعاليات تُصرف فيها الأموال الطائلة على من لا علاقة لهم بهذا القطاع الحيوي.
أصبحنا نشاهد احتفالاتٍ ومسابقاتٍ ومؤتمرات لا تعكس واقع البحارة ولا تساهم في تحسين ظروفهم. فبدلًا من أن يكون هذا المهرجان فرصة للتعبير عن امتناننا وتقديرنا للبحارة، تحوّل إلى منصة للبهرجة والإبهار، حيث تُنفق الأموال على الأنشطة الترفيهية والترويجية التي لا تصب في مصلحة البحارة.
أين هي التغطية الصحفية الحقيقية التي تنقل معاناة هؤلاء البحارة؟ أين هو الاهتمام بتسليط الضوء على مشاكلهم وتحدياتهم اليومية؟ بدلاً من أن يكون الجسم الصحفي صوت البحارة، نرى انحرافًا نحو تلميع صورة المهرجان والتغاضي عن الحقائق المؤلمة التي يعيشها هؤلاء الأبطال.
من واجبنا كصحفيين أن نكون صوت الشعب، أن ننقل الحقيقة مهما كانت مرّة، وأن ندافع عن حقوق الفئات المهمشة التي لا تجد من يتحدث باسمها. إن واجبنا اليوم يتطلب منا أن نرفض الانبطاح أمام المغريات، وأن نوجه جهودنا نحو نقل معاناة البحارة ومشاكلهم إلى السطح، ليصل صداها إلى من يهمه الأمر.
لن ننسى أن البحر ليس مجرد منظر جميل أو مصدرًا للترفيه، بل هو مصدر حياةٍ ورزقٍ للآلاف. وإن كنا ننشد العدالة الاجتماعية والتنمية الحقيقية، فعلينا أن نكون منصفين في تناولنا للأحداث، وأن ننقل الحقيقة بموضوعيةٍ وشفافية.