جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –
ثار جدل حاد في المغرب حول زراعة الأفوكادو، حيث طرح المهتمون بالبيئة مخاوف بشأن تأثيرها على موارد المياه، في حين تسعى الحكومة إلى إيجاد حلول مستدامة مع ضمان الأمن الغذائي.
فقد حذر أحمد صدقي، البرلماني السابق، من استهلاك زراعة الأفوكادو للمياه، مشيرًا إلى أن إنتاج طن واحد من الفاكهة يتطلب 1000 لتر من الماء، مما يعني استهلاك حوالي 70 مليار لتر من المياه سنويًا.
وأكد عبد الإله الخضيري، رئيس جمعية حماة البيئة، أن التأثير لا يقتصر على المغرب، حيث يسلط خبراء البيئة في موطن الأفوكادو الأصلي، مثل تشيلي، الضوء على استنزاف الموارد المائية بسببها، مشيرًا إلى أن المزارعين يقدمون معلومات خاطئة ويدعون استخدام تقنيات الري بالتنقيط دون الإشارة إلى الكمية الكبيرة من المياه اللازمة لنمو الأشجار.
وأشار الخضيري أيضًا إلى أن الأفوكادو يعتمد على المياه الجوفية، مما يهدد فرصة الأمن المائي والغذائي للمغرب.
وفي المقابل، دافع مدافعون عن القطاع عن زراعة الأفوكادو، مؤكدين أنها توفر فرص عمل وتساهم في الاقتصاد الوطني. كما أوضحوا أن تقنيات الري بالتنقيط المستخدمة في الزراعة تساعد على تقليل استهلاك المياه.
وتسعى الحكومة المغربية إلى إيجاد حل توافقي، حيث تدرس فرض ضريبة على زراعة الأفوكادو أو منعها تمامًا في المناطق ذات الموارد المائية المحدودة. كما تعمل على تعزيز زراعة الحبوب وزيادة السدود لاستيعاب مياه الأمطار.
ويؤكد المهتمون بالبيئة على ضرورة إيجاد توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية الموارد الطبيعية، مشددين على أن الأمن الغذائي لا يعتمد فقط على الإنتاج المفرط، بل على الاستدامة والحفاظ على الموارد الأساسية للأجيال القادمة.