تجليات الإبداع الأدبي في الكتابة المغربية- تجربة الروائي مصطفى لغتيري نموذجًا  بقلم: نورالدين عبدالله

جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-

بقلم: نورالدين عبدالله-

عُقد يوم الأحد 27 أكتوبر 2024 لقاء حواري بعنوان “تجليات الإبداع الأدبي في الكتابة المغربية” وقد استضافته منصة مكتبة الاستنارة والوعي.

كان الهدف من هذا اللقاء استكشاف رحلة الروائي مصطفى لغتيري في عالم الكتابة، بالإضافة إلى مناقشة تأثير كتاباته على الثقافة المغربية.

 

_في البداية عبّر *لغتيري* عن تحية ترحيب للأخوة والأخوات في بلاد السودان الحبيب، مشيدًا بحبه الشديد للشعب السوداني

أكد أنه يشعر بارتباط قوي مع الثقافة السودانية، ويعتبرها جزءًا من نسيج الثقافة العربية.

و أضاف لغتيري أن السودان يقع في امتدادين عربي وأفريقي، مما جعله يتميز عن باقي الدول العربية والأفريقية.

هذه المزايا الثقافية والجغرافية تمنح السودان مكانة فريدة، حيث يجمع بين التنوع الثقافي واللغوي، مما يعزز من غناه الأدبي والفني.

 

أضاف لغتيري أن السودان يمثل “*سلة غذاء افريقيا او العالم كما يقال “*

مشيرًا إلى موارده الطبيعية الهائلة بما في ذلك المياه والتربة الخصبة اعتبر أن هذه الموارد ليست فقط أساسًا للاقتصاد بل أيضًا عاملاً مهمًا في تعزيز الثقافة والفنون مما يدعم الأدباء والكتّاب في التعبير عن تجاربهم ورؤاهم

 

_*بداية الرحلة في الكتابة*

بدأ مصطفى لغتيري حديثه عن بداياته في عالم الكتابة موضحًا أن الإنسان بن بيئته أنه كان لديه شغف منذ المرحلة الابتدائية بالقصص الأطفال و خاصة قصص محمد عطية الإبراشي المعرف لدي الجميع ، وقد ساعدته تجاربه الشخصية والخيال الواسعه وكتابة الخواطر ومشاهداته للحياة اليومية نضجت الأمور في تشكيل رؤيته الأدبية، كما أشار إلى أنه أشتغل في التعليم كمدريس و أهمية التجربة الذاتية على مستوى المحلي في مدينة الدار البيضاء ايضا على مستوى الوطني في إلهام الكتاب وهنا كانت البداية

 

*تناول لغتيري في حديثه كتاباته التي تركز على المرأة* مع التركيز على روايته “امرأة تخشى الحب”، “ورواية زوجة الملوك الثلاثة ” أبدع في تصوير العواطف ان المراة هي كائن مستقل مستنير يستطيع أن يبني مستقبله بنفسه لذلك أكتب بلسانها والتحديات التي تواجهها النساء في المجتمع، معبرًا عن قضايا الحب والخوف والصراع الداخلي

كما أشار إلى أهمية استنارة المرأة ومكانتها الاجتماعية، مؤكدًا على ضرورة احترامها وتعزيز دورها في المجتمع.

 

_ لغتيري كتب مقالا يتناول موضوع اللغة والأجناس الأدبية*

مشيرًا إلى أهمية اللغة في التعبير عن الهوية الثقافية والفكرية

اعتبر أن الأجناس الأدبية المتنوعة تعكس تجارب الشعوب وتاريخها، مما يعزز من فهمنا للعالم من حولنا

 

كما أشار الكاتب إلى المشاكل السياسية التي تواجه الدول العربية والأفريقية موضحًا أن الحل يكمن في التعليم. قال: “المشكلة فينا نحن، علينا أن نقرأ ونتعلم

التعليم هو المخرج الوحيد لنا جميعًا.”

اعتبر أن التعليم يمكن أن يساهم في تغيير أوضاع المجتمعات ويعزز من الوعي الثقافي والسياسي

*في إطار العلاقات الثقافية والاجتماعية*

أشار لغتيري إلى العلاقات الثقافية والاجتماعية بين السودان والمغرب موضحًا أن كلا البلدين يمتلكان تراثًا غنيًا يجمع بين الأصالة والحداثة. والعلاقات في حدود الدينا يرتبط بالأشخاص، في المغرب لدينا كثير من الاخوة السودانيين الذين هم منارات على مستوى الصحافة على راسهم طلحة جبريل الذي يقيم في المغرب منذ مدة طويلة حتى أنه أصبح مغربيآ لأن جُل كتابته يكتب عن المغرب.

كذلك الشاعر محمد الفيتوري الذي يقال أنه ذو جنسية ليبية لكن يعتبر سودانيًا عاشة في المغرب ومات فيه ويقال انه دفنه في المغرب صاحب الأشعار جميلة الذي يمزج الشعر العربي الحديث وتشكل الهوية الثقافية العربية والافريقية

وكذلك العلاقات في الكتابة وأشار الي الكاتب الروائي الطيب صالح حيث عرف بروايتة الشهيرة *موسم الهجرة الى الشمال*

وايضا له علاقات مع بعض الأدباء السودانيين حيث إلتقي معهم ويتابع ما يكتبه السودانين مثل كتابات تاج السر وغيره من المبدعين الذين إلتقي بهم في ملتقى الرواية في *تونس* وكان له الشرف اللقاء بهم وتبادل معهم بعد الإصدارات الكتب ما عتزاز عن ذكر الأسماء حتى لا يغيب عنه إسم وجدد حبه لأهل السودان وأيضا نحن نحب الشعب المغرب الشقيقة*

*الجوائز الثقافية*

تحدث لغتيري أيضًا عن الجوائز الثقافية التي حصل عليها، مشيرًا إلى أهمية التقدير الأدبي في تطوير الكتابة

كما اعتبر أن الجوائز ليست هدفًا بحد ذاتها، بل هي محفز لمزيد من الإبداع والتجديد.

 

**تفاعل الجمهور*

أُتيحت الفرصة للجمهور للتفاعل مع المتحدث، حيث طرح العديد من الأسئلة حول تأثير الثقافة على الأدب وكيف يمكن للكتّاب الجدد أن يجدوا صوتهم في عالم الأدب. كانت الأجواء مليئة بالنقاشات المثمرة.

 

_في *ختام اللقاء* أهدى الكاتب الروائي مصطفى لغتيري للمكتبة أربعة كتب من تأليفه، وهي:

– **زوجة الملوك الثلاثة**

– **الأطلسي التائه**

– **حب وبرتقال**

– **عوالم الحكي والتلقي**

 

كما أهدى المكتبة شهادة شكر وتقدير للكاتب الروائي مصطفى لغتيري، تقديرًا لمساهماته في الأدب والثقافة.

كان هذا الإهداء تعبيرًا عن تقديره للمكتبة وللثقافة الأدبية، وترك انطباعًا إيجابيًا لدى الحضور.

ختامًا، كان اللقاء فرصة قيمة لاستكشاف الإبداع الأدبي المغربي من خلال تجربة مصطفى لغتيري، وقد سلط الضوء على قضايا مهمة تتعلق بالمرأة والثقافة، مما يعكس تنوع وغنى الأدب العربي، بالإضافة إلى أهمية التعاون الثقافي بين الدول العربية والأفريقية.