جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
حذرت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة من تفاقم عدد الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب، وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها مختلف مناطق المملكة.
وأكد علي لطفي، رئيس الشبكة، أن حالات التعرض للسعات العقارب ولدغات الأفاعي في تزايد مستمر، مع ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة، يصل إلى ما فوق 45 درجة، مشيرا إلى تخوف العديد من الأسر من خطر تعرض أطفالها أو أحد أفرادها لسموم هذه الزواحف القاتلة، وذلك في ظل غياب أمصال مضادة للسعات العقارب.
25 ألف حالة تسمم
وشدد لطفي، في تصريح لـSNRTnews، على ضرورة إنتاج أمصال مضادة لهذه السموم بمعهد باستور بالمغرب الذي له كافة الإمكانيات والخبرة اللازمة لإنتاجها، مع تطوير البحث العلمي في هذا المجال.
وسبق أن أكدت البروفيسور نوال عكاش، رئيسة مختبر السموم والسميات التابع لمعهد باستور بالدار البيضاء، الذي يشتغل على تطوير هذه الأمصال واللقاحات، في تصريح لـSNRTnews، أن أكبر نسبة من عدد الإصابات التي تم تسجيلها تتعلق بلسعات العقارب، إذ يتم، سنويا، تسجيل 500 حالة، بينما يتم تسجيل 100 إصابة بلدغات الأفاعي، مشيرة إلى أنه “لهذا السبب هناك مشاريع لتطوير الأمصال المتعلقة بلسعات العقارب بمختبر باستور”.
وأبرزت الشبكة، في هذا الإطار، أن لسعات العقارب مازالت تحتل المرتبة الأولى من مجموع التسممات حسب معطيات مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، الذي سجل ما يقارب 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، وما يقارب 80 وفاة، 95 في المائة منها مسجلة في صفوف الأطفال دون سن الخامسة عشر. كما سجل المركز المغربي 310 حالات لدغة بالأفاعي وأقل من 9 وفيات.
وأشادت الشبكة بالدور الهام الذي يلعبه المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية في تقليل نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي والنتائج التي حققها في هذا الإطار، داعية إلى تكثيف هذه الجهود للحد من الوفيات الناتجة عن لسعات العقارب أيضا.
وحول أسباب توقف إنتاج الأمصال الخاصة بلسعات العقارب، أوضح لطفي، في تصريحه، أن معهد باستور كان ينتج هذه الأمصال من قبل وكانت لها نتائج إيجابية، إلا أن هذا الإنتاج توقف نتيجة الترويج لبعض المبررات التي تفيد بأن الأمصال ضد العقارب لن تكون لها نتائج مفيدة وقد تخلف أعراضا جانبية.
أكثر من 50 نوعا من العقارب
وخلافا لذلك، يقول لطفي، قامت عدة دول بإنتاج الأمصال العلاجية ومراقبة جودتها تنفيذا لتوصية المنظمة العالمية للصحة الصادرة في 10 يناير 2017، والمتعلقة بإنتاج الأمصال المضادة لسموم العقارب، تفاديا لارتفاع الوفيات وإنقاذا لأرواح المصابين.
وتم في الفترة الأخيرة تسجيل وفيات بسبب لسعات العقارب بجماعة أنيف بإقليم تنغير، وحاحا بالصويرة، وقلعة السراغنة و الرحامنة وتزنيت وسيدي إفني وأقاليم الراشيدية وورززات وزاكورة وتنغير. وعزت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة السبب إلى التأخر في علاجهم، خاصة في المناطق التي يكون فيها الوصول للرعاية الطبية محدودا، لافتة إلى أن بعص الأبحاث أظهرت أن المغرب يحتوي على أكثر من 50 نوعا من العقارب 22 منها خطيرة موزعة على جميع التراب الوطني.
وبالنظر للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها معهد باستور بالمغرب في هذا المجال، تدعو الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة إلى دعم وتأهيل معهد باستور كمؤسسة عمومية، ليلعب دوره كاملا في المنظومة الصحية الوطنية والسياسة الوبائية والبحث العلمي في ظل الإصلاح الشامل للمنظومة الصحية الوطنية.
كما شددت على ضرورة إعادة فتح مصلحة لإنتاج الأمصال المتخصصة عالية الكفاءة والفاعلية في معادلة سموم الثعابين والعقارب ووحدات إنتاج اللقاحات ودعم البحث العلمي.
وأشارت الشبكة إلى أهمية خلق آليات للتنسيق بين معهد باستور المغرب والمركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية في إطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة التسممات الناتجة عن لسعة العقارب والأفاعي والحشرات المضرة والتسممات الغذائية والدوائية والبيئية بإعداد فريق من الخبراء للبحث العلمي والتقييم والاستشارة وتيسير عملية استعمال التكنولوجيا الحديثة في المختبرات، وإنشاء ملحقات جهوية ومراكز للخيول والتجارب، وتوفير الموارد المالية الكافية لعمليات إنتاج الأمصال المحلية ووضع خطة وطنية للتحديد المسبق لصلاحية الأمصال العلاجية.
التوعية والتحسيس
من جهة أخرى، أكدت الشبكة على ضرورة تنظيم برامج للتوعية والتربية الصحية سواء في المدارس أو عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والتحسيس بخطورة الحيوانات السامة وطرق الوقاية منها وأساليب الإسعافات الأولية في حالة التعرض للسعات العقارب أو لدغات الأفاعي ومنها على الخصوص، اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتحصين المنازل من الحشرات والزواحف الضارة لانتشارها بكثافة، وترميم البيوت وسد الفجوات، واستعمال أدوات تنظيف معقمة ورش مواد سامة للتخلص من الحشرات الضارة بها.
كما دعت إلى “التنسيق بين كافة الجهات والإدارات المعنية من المجموعات الصحية الترابية والجماعات الترابية وشركات النظافة والفلاحة والمياه والغابات والشباب والمجتمع المدني في إطار خطة وطنية فعالة ومحكمة وتنظيم حملات مكافحة حشرات والعقارب والثعابين المنزلية في فترة الصيف للوقاية من لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، مع تجنب استعمال الطرق التقليدية التي غالبا ما تنتج عنها مضاعفات تسرع من وفاة المصاب”، فضلا عن “التعجيل بنقل الشخص المصاب الى أقرب وحدة صحية علاجية لأن كل تأخير تكون له نتائج سلبية وينقص من فعالية البرتوكول العلاجي”.
يشار إلى أن مركز الأمصال واللقاحات (معهد باستور المغرب)، وقع في الشهر المنصرم بالدار البيضاء، اتفاقية شراكة مع الجمعية المغربية لمهني محاربة الجرذان الحشرات و الزواحف (AM3D)، تهم التحسيس والتوعية ضد مخاطر لسعات العقارب و الأفاعي.
وأبرز المركز، في بلاغ سابق، أن هذه الشراكة تهدف إلى توحيد جهود الطرفين من أجل دعم توعية المواطنين ومهني الصحة ضد مخاطر لسعات العقارب ولدغات الافاعي، وتعزيز نهج “النظافة ثلاثية الأبعاد” المتمثلة في: تعقيم، تطهير، ومحاربة الجرذان، والحشرات و الزواحف.