تحية لكل أم في يومها… تكريم للأم المغربية، وللأم التي كانت الأب والسند..

    تحرير نصيرة بنيوال/جريدة أرض بلادي 

في هذا اليوم الاستثنائي 21 مارس ، حيث تضاء شموع الحب والتقدير، نقف إجلالا لكل أم في هذا العالم، لكل امرأة جعلت من نبض قلبها ملجأ لأطفالها، ومن حنانها درعا يحميهم من قسوة الأيام. إلى كل أم كانت الدفء في ليالي البرد، واليد التي تداوي، والصوت الذي يزرع الطمأنينة في القلوب… لك منا أسمى آيات العرفان

و بوجه خاص، ننحني احتراما للأم المغربية، تلك التي غرست في أبنائها قيم الصبر والعزة، وحملت في روحها قوة الأرض التي أنجبتها. لم تكن يوما مجرد راعية لأسرتها، بل كانت مدرسة للحياة، تروي بحبها الحكايات، وترسم بجهودها معالم الغد.

ولكن هناك أمهات لم يتوقف عطاؤهن عند حدود الحنان، بل حملن فوق أكتافهن مسؤولية مضاعفة، وسرن في درب الحياة وهن يجمعن بين دورين، في مشهد من أسمى صور التضحية والوفاء. ومن بين هؤلاء، نكرّم اليوم نموذجا مشرفا، السيدة نسرين بنعبيشة، التي كانت لأبنائها السند الذي لا يميل، والحصن الذي لا يخترق.

نسرين بنعبيشة… قلب واحد بحب مضاعف وعطاء لا ينضب

شاءت الأقدار أن تمتد يد الغياب فتخطف رفيق دربها، ليترك بين يديها أمانة عظيمة، لكنها لم تتردد لحظة، بل نهضت بكل شجاعة، ممسكة بزمام الحياة بقلب نابض بالحب، وروح لا تعرف الانكسار. كانت لهم الأب الذي يعلمهم كيف يقفون بثبات، والأم التي تحتضنهم بحنان، والصديقة التي تستمع، والمعلمة التي تنير طريقهم.

لكن دور نسرين بنعبيشة لم يكن حكرا على بيتها و عملها ، فقد آمنت أن رسالتها في الحياة لا تكتمل إلا بالعطاء، وأن الأمومة لا تتوقف عند حدود المنزل، بل تمتد إلى كل من يحتاج حضنا دافئا أو يدا ممدودة بالمساعدة.

أم تربي جيلا… وفاعلة تغير واقعا

انخرطت نسرين في العمل الجمعوي بحب وإيمان، وكانت عضوة نشيطة في جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، حيث لم تكتف بالمساهمة في تحسين الظروف الدراسية لأبنائها فقط، بل عملت جاهدة على توفير بيئة تعليمية أفضل لجميع التلاميذ. خلال جائحة كورونا، حينما كان العالم في حالة اضطراب، لم تقف نسرين موقف المتفرج، بل انخرطت في جهود الجمعية لدعم الأسر والتلاميذ في تجاوز الأزمة، سواء من خلال حملات التوعية، أو توفير الدعم النفسي والمعنوي، أو المشاركة في مبادرات تيسير التعليم عن بعد.

ولأنها مؤمنة بأن البيئة هي مستقبل الأجيال القادمة، ساهمت بفعالية في نادي البيئة بمدرسة المنتزه البلدي، حيث أشرفت على أنشطة توعوية لفائدة التلاميذ، رسخت فيهم قيم الحفاظ على الطبيعة والوعي البيئي، وساهمت في تنظيم ورشات ميدانية زرعت في الأطفال حب الأرض والمسؤولية تجاهها.

 

إلى جانب ذلك، لم تتوقف رسالتها عند التعليم والبيئة، بل امتدت إلى مجال الصحة من خلال انخراطها في المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري، حيث عملت على توعية الأسر حول هذا المرض، وشاركت في حملات الكشف المبكر، والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وعائلاتهم.

         تكريم مستحق… واعتراف بمسيرة مشرفة

وبهذه المناسبة العظيمة، تتشرف جريدة أرض بلادي بتكريم السيدة نسرين بنعبيشة، اعترافا بمسيرتها الملهمة، وتقديرا لرحلتها التي سطرتها بالصبر والقوة والحب والعطاء. كما تتوجه الجريدة بأسمى التهاني لكل الأمهات اللواتي كنّ آباء وأمهات في آن واحد، لكل من حملت الحياة على كتفيها وسارت رغم ثقلها، لكل من جعلت من حبها سلاحا في وجه الصعاب.

   إلى كل أم في هذا العالم، إلى كل أم مغربية، إلى كل أم وقفت وحدها لكنها لم تكن أبدا وحيدة… كل عام وأنتن الوطن الأول، والحب الأول، والملجأ الذي لا يعوض.