نشرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات معطيات حول تهريب الأفيون والكوكايين والقنب الهندي، وعدد من المواد المخدرة عبر العالم، وتطرقت إلى عدد من الأرقام المرتبطة بالمغرب.
وكشفت الهيئة، في تقريرها الذي نشر اليوم الخميس، أن المغرب أبلغ عن تزايد مضبوطات القنب في عام 2015، موردة أن تناول القنب الهندي يظل المخدر الرئيسي الذي يجري تعاطيه في إفريقيا، والمادة التي يسعى المتعاطون للمخدرات إلى التماس العلاج من الإدمان عليها، مفيدة بأن تعاطي الهروين آخذ في التنامي في بعض بلدان القارة، ولاسيما في شرق إفريقيا.
وأوضح التقرير أن إنتاج القنب الهندي لا يزال مستمرا في شمال إفريقيا، وبعد انخفاض معدلات مضبوطات “راتنج القنب” في المغرب أثناء الفترة 2012-2014، زادت المضبوطات في عام 2015 إلى 235 طنا، بينما تراجعت محجوزات في عدة بلدان أخرى في المنطقة.
وسبق للجزائر أن أبلغت عن ضبط كميات كبيرة من “راتنج القنب”، لكن بالرغم من ذلك شهدت الكميات المضبوطة من هذه المادة انخفاضا منذ عام 2013 بلغت نسبته قرابة 40 في المائة؛ إذ تراجعت الكميات من 211 طنا عام 2013 إلى 127 طنا عام 2015. كما أفاد التقرير بأن معظم الكميات المضبوطة من “راتنج القنب” في الجزائر ضبطت في الجزء الشمالي الغربي على الحدود مع المغرب.
وتظل مضبوطات الهيروين في شمال إفريقيا محدودة، يضيف التقرير؛ ذلك أنه في سنة 2015 كشفت مصر عن انخفاض بلغ حوالي 16 في المائة في مضبوطات هذا المخدر، وتراجع من 613 كيلوغراما في عام 2014 إلى 516 كيلوغراما في عام 2015. كما أفادت السلطات في الجزائر والمغرب بضبط كميات متوسطة من الهيروين في عام 2015؛ بلغت في الجزائر 2.6 كيلوغرام، وفي المغرب 4.5 كيلوغرامات.
وبحسب المصدر ذاته، فإن إنتاج القنب الهندي والاتجار به وتعاطيه على نحو غير مشروع أحد التحديات الرئيسية في أنحاء كثيرة من أفريقيا، بمعدل انتشار تقديري لتعاطيه يبلغ 7.6 في المائة؛ أي ضعف المتوسط العالمي البالغ 3.8 في المائة، كما لا تزال إفريقيا منطقة إنتاج واستلاك رئيسية لعشبة “الكيف”، وتستأثر بنسبة 14 في المائة من المضبوطات منه في جميع أنحاء العالم.
في مقابل ذلك، ازدادت مشاركة مواطني بلدان في أفريقيا، ولاسيما في غربها، في حوادث متصلة بالاتجار بالمخدرات على الصعيد العالمي، وكانت مشاركتهم واضحة بشكل خاص في عمليات تهريب الهرويين على طول الدرب الجنوبي.
أما في ما يخص تهريب الأفيون أفغاني المنشأ، فتحدث التقرير عن الشق المرتبط بالدرب الجنوبي الذي يشمل أفريقيا باعتبارها منطقة عبور أو استهلاك أكثر وضوحا، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية واضحة في البلدان التي تقع على طول هذا الدرب. وعلى الرغم من أن منطقتي غرب وشرق إفريقيا شهدتا عمليات تهريب الأفيونيات عبر الموانئ في شرق أفريقيا، بما في ذلك مومباسا في كينيا ودار السلام في جمهورية تنزانيا المتحدة، فإن الدرب الجنوبي لا يزال هو الأسلوب المفضل.
وأوضح تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات أنه ينظر إلى أفريقيا أساسا على أنها منطقة عبور لتهريب المخدرات، لكنها آخذة في التحول باطراد إلى سوق للمستهلكين ومقصد لجميع أنواع المخدرات، ويمكن أن يعزى هذا الاتجاه جزئيا إلى أن تهريب المخدرات إقليميا قد أدى إلى زيادة في توافر مختلف المخدرات مدفوعة بزيادة العرض.