تقديم الكتاب الأخير خيرة جليل النقدي 

جريدة أرض بلادي_محسين الادريسي

يقول الدكتور . حاتم تراب رئيس قسم الفنون التشكيلية بجامعة قابس \ تونس في تقديمه لكتاب الاستاذة خيرة جليل : ” التشكيل بارادايم : بين الإنزياح الفني المجدد و النقد الجاد ” والذي صدر بهذا اخيرا بحجم 156 ص : ” لا يخفى عن كل عارف بواقع الفنون التشكيلية في العالم العربي، الحاجة المُلحّة لنصوص مصاحبة لتجارب فنية عديدة، تحتاج التأسيس والتعريف. ويذهب في اعتقاد الكثير أن النص المكتوب يأتي في مرحلة موالية للفعل الابداعي، أو هو من درجة تكميلية لزيادة تجميل تلك الممارسة الفنية. على العكس من ذلك نعتقد أن النص مصاحب للفعل الابداعي ومجاور له، وبقليل من الجرأة يمكن القول تكاد النصوص المكتوبة التي رافقت عددا من التجارب الابداعية، أن تكون حاسمة للارتقاء بذلك الفعل ال٥ض٩٨ض٠٠تشكيلي نحو الابداع والعالمية. وتاريخ الفن شاهد على ذلك، ولعل أبرز مثال يؤكد هذا الاعتقاد، علاقة التكامل التي جمعت الفنان “أيف كلاين” (Yves Klein) وناقد الفن “بيار

ريستاني” (Pierre Restani).

من هذا المنطلق صار من اللازم الانتباه الى ما هو مكتوب في محاولات الجيل الصاعد من نقاد الفن في العالم العربي، حتى يحضى النص المصاحب للممارسة التشكيلية بالمكانة التي يستحقها. لا يعنى هذا خلوّ الساحة العربية من أقلام جادّة أو من تقاليد في النقد الفني، ولكن أمام الزخم التشكيلي الذي نشهده اليوم، وأمام تعدّد التجارب الفنية وتراكمها، نخشى غياب بعض الممارسات الجادة وتوهانها داخل هذا الغليان التشكيلي الحاصل. لأجل ذلك لابد لنا أن نكون على وعي بفكرة الاختلاف والتعدّد.

فهل أنّ خطاب النقد الفني واحد؟ أم أنه متعدّد؟… يبدو أنّ طرح سؤال بهذا الشكل فيه إيحاء بتعدّدية الخطاب. وهو أمر طبيعي إذا عُدنا الى طبيعة محاور اهتمام خطاب النقد الفني، الذي يتوجّه أساسا لمسألة العمل الفني والفنان عموما.

إنّ “الأثر الفني مفتوح” كما يُرشدنا اليه سواء كان كتابة أو تصويرا، وفي مجال الرؤية والتأويل، والقارئ عنصر مشارك في تحديد دلالته. بل انّ القراءة الفنية هي طريقة لفهم العالم، وطريقة لرؤية الأشياء وطريقة تفكير تتجدّد مع تجدّد التجارب الفنية وتعدّدها. هو سؤال النظر والرؤية والتأويل الذاتي: من ثمة هو “برادايم” (paradime). أمّا الصعوبة التي تتعلّق بالبرادايم فتنحصر في التجاوز والانزياح من أجل تمثيل رؤية أخرى ومفهوم جديد ونمط تفكير مغاير.

هذا هو بالأساس ما يمكن الوقوف عنده في كتاب الناقدة “خيرة جليل” برادايم التشكيل، الذي من خلاله سيقف القارئ عند مجموعة من القراءات التي تنحني على رؤية متجدّدة قد تتجاوز بحسب ظني مقاصد الفنان. بل يمكن أن يكتشف نفسه من جديد داخل نصوصها. هو برادايم التشكيل و بين الانزياح الفني المتجدد و النقد الجاد .

يتبع