جريدة أرض بلادي-ليلى التجري-
بقلم الكاتب مصطفى لغتيري-
غالبا ما يطرح علي سؤال النشر، خاصة من الكتاب المبتدئين، أو أولئك الذين يتملكهم “فضول” المعرفة، ونظرا لأهمية السؤال وتكراره، ومحاولة مني لإزالة بعض اللبس، سأقدم هذه الإضاءة حول الموضوع.
لا أخفيكم بداية أنه من بين الأسئلة التي توجه لي في هذا الصدد وأحيانا بصيغة مباشرة وبطريقة ملحة: – بكم طبعت لك دار النشر كتابا ما؟
فأجيب بحسن نية طبعا: هذا السؤال غريب، وغير منطقي، فدار النشر هي التي تعطيك مقابلا للنشر، ولا تأخذ منك مالا، وحين تفعل ذلك تنتفي عنها صفة دار النشر، لتصبح مجرد مطبعة أو وسيطا في الطبع، وللأسف أصبحت بعض دور النشر تمارس هذا الأسلوب، وهو حتما يضر بسمعتها وبالكتاب وبالثقافة عموما.
وقد يكون من المفيد ان يعرف السائل أنني شخصيا، نشرت كل كتبي خاصة في طبعاتها الأولى في دور نشر مغربية او عرببة، وتلقيت عن ذلك تعويضا ماديا او على الأقل عددا كبيرا من النسخ، لأنني أحب أن تكون لدي نسخ كثيرة من كتبي، وأحيانا أشتري من هذه الدور نسخا بثمن التكلفة تقريبا، أو بخصم معين، خاصة حين أكون في حاجة ماسة إليها.
أما الطبعات الموالية فأنشرها عن طريق المجموعة الثقافية “غاليري الأدب”، لأحتفظ بجميع نسخ الكتاب، التي احتاجها في حفلات التوقيع وفي الندوات والملتقيات الثقافية.
وللتوضيح أكثر:
هذه أهم طرق النشر:
اولا: دور النشر، وهي لا تتقاضى أجرا من الكاتب، أو هكذا يفترض، بل هي التي تعطي للمؤلف تعويضا ماديا يكون عبارة عن نسبة من المبيعات، بالإضافة إلى عدد من النسخ، غالبا ما لا يتجاوز ثلاثين نسخة، وهناك دور نشر تقدم مبلغا جزافيا للكاتب، بعد نشر الكتاب، الذي يتم بعد موافقة لجنة قراءتها عليه، ويصبح الكتاب في ملكيتها بعد نشره، على الأقل لمدة محددة حسب ما هو منصوص عليه في العقد.
وتعمد بعض هذه الدور إلى دفع الكتاب قبل نشره لوزارة الثقافة لتستفيد من دعم مادي، ويكون ذلك مصحوبا بشهادات ثلاثة نقاد على الأقل، وبعقد مع الكاتب.
ثانيا الجوائز: إذا فاز الكاتب بجائزة ما، تتكفل الجهة المنظمة بنشر الكتاب على نفقتها، وتعطي الكاتب حقوقا حسب شروط الجائزة.
ثالثا: المطبعات. يدفع لها الكاتب مقابلا للطبع، ويأخذ جميع نسخ كتابه ليتصرف فيها حسب تصوره وإمكاناته.
رابعا: الجمعيات والمجموعات الثقافية، ويتلخص دورها في مساعدة الكاتب على الحصول على كلفة طبع منخفضة، وهي غالبا تسلم الكاتب جميع نسخه، إلا بعضا منها، تهبه لبعض الهيئات المتخصصة والنقاد والصحافة. كما هناك جمعيات ومجموعات قد تحتضن الكتاب وتتكلف به، حسب طبيعة الدعم الذي تتمتع به.
أتمنى أخيرا أن تكون هذه الإضاءة كافية لتوضيح هذا الموضوع الملتبس، الذي يستفيد البعض من الغموض الذي يكتنفه.