بقلم : عبد اللطيف بوهلال
البيدوفيليا في علم النفس اضطراب نفسي يحدث لدى المريض ،حيث ينجذب جنسيا شخص بالغ للأطفال، و حسب التصنيف الطبي فهي اضطراب عقلي لشخص ما ذو توجه جنسي يعيش الرغبة أو يعاني بسببها قد يكون المريض تعرض في صغره للإغتصاب أو عاش تجربة عاطفية صعبة أو نتيجة تربية جنسية غير متوازنة أترث سلبا على سلوكه.
أن مواجهة الإعتداءات الجنسية بشكل عام وتلك المتعلقة بالقاصرين بشكل خاص تقتضي بالإضافة إلى الجانب الزجري (العقاب ) مقاربة شمولية تدمج الأبعاد التربوية والحقوقية والنفسية والإعلامية حيث يقوم مختلف المتدخلين والفاعلين في مسار التنشئة الإجتماعية بوظائفهم بشكل متكامل لبناء مجتمع منفتح ومتصالح مع ذاته.
انه لابد من أن نحتاط في قضية بيدوفيل الجديدة وأن لانساهم في خلط الأوراق من حيث ندري أو لاندري وذلك بإستهداف التخييم كمؤسسة للتربية على القيم ومساهمة في بناء الشخصية مع ان ما وقع لا علاقة له بذلك.
انه كانت وما تزال “جرائم البيدوفيليا” من الطابوهات المسكوت عنها في المجتمع المغربي لأسباب واعتبارات عدة تتعلق ببنية المجتمع المحافظ، الذي ينزع في غالب الأحيان إلى الستر وطمس أهوال الفضيحة التي تعرف تزايدا مطردا بسبب الفقر والأمية، إلى جانب قسوة نشأة الطفل داخل أسرته ومحيطه، لكن أرفع القبعة الى مفجرة الفيديو التي ازالت الستار وجعلت الصورة واضحة بالألوان عوض الأبيض والأسود
وقد أعادت قضية طفل المخيم ان صح الوصف فتح جرائم البيدوفيليا قي المغرب من الناحية القانونية و التاريخية، حيث شهد المغرب كباقي دول العالم جرائم من هذا النوع أشهرها في الفترة الأخيرة ،سفاح تارودانت سنة 2013و الذي اغتصب وقتل تمانية أطفال لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة، و الإسباني دانييل غالفان الذي اغتصب حوالي إحدى عشر طفلا قاصرا ضواحي منطقة الغرب وحكم عليه ب ثلاتين سنة سجنا سنة 2011و يقضي حاليا عقوبته السجنية بإسبانيا بعد صدور مذكرة توقيف دولية بحقه.
ان القانون الجنائي المغربي ينص على عقوبات صارمة في حق المغتصبين تتراوح ما بين 5 و 10 سنوات سجنا في الفصل 484و 487 و قد تصل إلى المؤبد أو الإعدام إذا ما آقترنت هذه الجريمة بالإختطاف و القتل. و هي عقوبات يجب أن تنضاف إليها عقوبة الإخصاء الكيميائي حتى يصير المغتصب عبرة لمن لا يعتبر و هو إجراء تقوم به عدة دول أوربية و حتى في بعض الولايات الأمريكية.
هذا وقد سبق وأن اصدر الإئتلاف المغربي ضد الإعتداء الجنسي على الأطفال سنة 2015 إحصائيات مخيفة ففي كل يوم يتم إغتصاب حوالي تلاثة أطفال ناهيك عن الذين لايبلغون بالامر إما خوفا من الفضيحة أو لكون المغتصب من العائلة أومن الأقارب.
و هنا نطرح التساؤلات التالية :
أين الخلل؟
و ما هو دور الأسرة و المدرسة و المجتمع المدني؟
و ما هو دور الدولة للحد من انتشار هذه الظاهرة؟
لا يختلف اثنان عن دور الأسرة المحوري في تربية ابنائهم و تخصيص حيز من الوقت لتمرير بعض الرسائل و شرح بعض الظواهر الجنسية، فالأم تعرف كيف تمرر الرسائل إلى بناتها و الأب كذلك كل بطريقته خاصة عندما يصير الطفل قادرا على التمييز بين الخطأ و الصواب ، وفي المدارس المغربية لاتزال التربية الجنسية من الطابوهات المحرم التقرب منها مع العلم أنها ضرورية لنشر الوعي الجنسي بين التلاميذ و تجنب مثل هذه الأحداث المؤلمة.
كما يجب على الدولة التزام الصرامة في تطبيق القانون و سن قوانين جديدة تتلائم و الظروف الحالية لزجر هؤلاء المجرمين و القضاء على هذه الظاهرة.