جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

تعيش مدينة طاطا خلال الأيام الأخيرة حالة من الدهشة، بعد تسرب أرقام ضخمة خلال اجتماع رسمي تفيد بأن حوالي 1400 هكتار زُرعت بالطماطم داخل الإقليم. هذا الرقم أثار دهشة واسعة بين السكان والمهنيين، الذين يؤكدون أن هذه المساحة غير موجودة على أرض الواقع، وأن ما يُروج له لا يمكن تصديقه أو قبوله.
وفي السياق نفسه، أوضح الفاعل المدني عبد الرحيم نوفيسو وجود “اختلالات ملحوظة” في تدبير مشاريع الدعم الفلاحي بالإقليم، خاصة فيما يتعلق بزراعة الطماطم. وأشار إلى أن الميزانيات المخصصة لهذا البرنامج لا تزال يكتنفها الغموض، مما يطرح تساؤلات ملحة حول كيفية صرفها والنتائج المحققة على الأرض.
وأكدت فعاليات محلية أن الأمر يتجاوز مجرد لبس إداري، وأن ما يجري يستدعي تدخلاً فورياً من الجهات العليا، من خلال إرسال لجان تفتيش أو تقصي حقائق، لكشف حقيقة ما يحصل داخل بعض المصالح الفلاحية في طاطا. وتشير المعطيات المتداولة بين الفلاحين والمهتمين إلى وجود اختلالات أو تضارب في الأرقام المتعلقة بالمساحات المزروعة، مما يستدعي توضيحات رسمية دقيقة لإعادة الثقة وكشف الواقع كما هو.
النتيجة هي أن حالة من الشك والارتباك تسود الشارع المحلي، خصوصاً أن عدداً من الفلاحين يعتبرون أن حجم الدعم المعلن لا يعكس الوضع الحقيقي للإنتاج على الأرض. فالسوق الداخلي لم يشهد تحسناً في وفرة الطماطم أو انخفاضاً في أسعارها، بينما خصصت الدولة ميزانيات مهمة لدعم هذه الزراعة، مما يطرح سؤالاً مشروعاً حول مدى تطابق الدعم مع الإنتاج الفعلي.
غير أن إعلان رقم 1400 هكتار كان النقطة التي فجّرت الغضب الشعبي، إذ يُكذّب الواقع هذا الرقم تماماً. ومع هذا الإعلان، بدأت الأسئلة تُطرح بحدة: أين هي هذه المساحات؟ ما مدى صحة هذه المعطيات؟ وكيف يمكن التحقق منها ميدانياً؟
