احتضان جمعية ضياء للثقافة والتنمية حفل توقيع رواية «دعاء السلام»

جريدة أرض بلادي-مصطفى عبدو –

افتتحت جمعية ضياء للثقافة والتنمية موسمها 2022-2023 بنشاط ثقافي فني يومه الجمعة 7 ابريل2023 علي الساعة التاسعة ليلا بدار الثقافة الزمامرة حيث تم خلاله توقيع رواية” دعاء السلام”
وتعد رواية دعاء السلام من أهم الأعمال الجديدة التي صدرت للروائي يونس حماد تأتي الرواية الصادرة عن دار تسراس للنشر والتوزيع في عدد 160 صفحة، وتنقسم إلى خمس فصول.
كما جاء علي لسان الكاتب المغربي «أحمد الناموسي» الدي ادي بدوره في هدا الحفل بنقد رواية الكاتب «يونس حماد» تحت عنوان “دعاء السلام “.

الحكمة ضالة إنسان هذا العصر… فالإنسانية ليست هي ما يفتقده في جوهر حياته، ولكن الحكمة هي الجوهر المفقود في كيانه المتخبط في التيه والبؤس و التردد الذي يعثِّر سيرورة عجلة حياته.
(دعاء السلام) هي رحيق تجارب لم يشفع لها نقاء القلب وبراءته الطفولية في أن تلطخ بلوثات الحياة، فكان الفقر هو سرطان الحياة الذي ينتشر بين البشر ويتسلل إلى القلوب البريئة لينخر عظمها ويمص كل ذرة أمل و إيمان باقية فيهما، وكذا البطالة بمفهومها النفسي والعاطفي والثقافي والتي توجه شخوص الرواية لاقتراح حلول للمادي عبر سلوك متاهات غير أخلاقية، لتتداخل أشياء أخرى انتهازية كالمخدرات تغري بالنسيان ولكن تترك الذاكرة قيد الألم وفي صعود دائم نحو الهاوية فتظل الأجساد و الأرواح أشباحا مسيرة للاوضوح ولهاوية المجتمع الموبوءة… “الدواخل لا تتحطم تلقائيا، والحروب لا تحدث داخلها، إن الخراب يتسرب إليها من الخارج.”
في (دعاء السلام)، تحلق مع ذاتك ومع اللغة في محراب الحكمة في تجل عميق تتقاطع فيه حيواتنا مع حيوات شخوص الرواية في انعكاس متواز ومتقاطع .
في الحكمة تكتشف جوهر الحياة و الأشياء المحيطة بك، و في الخطيئة تُسبَر أغوار الروح، ولكن إنسان هذا العصر يعيش الشتات بينهما، يعيش غربة مطلقة، “فكان التشظي عنوان مرحلة نفسية” لكل شخصية من شخوص الرواية، وحرب ظاهرة وخفية معظم الأحايين تهدم أرواحا غير مهيأة في ظل ثورات نفسية ومجتمعية مبهمة ولكنها حرب صامتة مدفوعة الثمن. هنا من اختار، أن يمسك العصا من الوسط على حساب ظروفه ورغباته التي لم يظهرها إلا مجازا في شذرات. وهناك آخر فضل أن يخوض في الاتجاهين معا الفعل ونقيضه، فينقذ نفسه في اللحظة الأخيرة أو ما تبقى منها يصلح لعيش سوي. أما (دعاء) فقد فقدت ذاتها في كل ما هو واقعي، واختارت أن تعيش حياة بخطط ليست خططها، وظلت في بحث دائم عن ذاتها المفقودة.  أما الشخصية الأخرى، فكانت نهايتها تراجيدية ومأساوية داخل في عزلة حارقة بين نيرانه المشتعلة وجمرة منطفئة في رماد جنونها… إنها الحتمية، حتمية الخراب الذي يبتلع ذات الإنسان داخل نسق من الحوادث التي يؤدي بعضها مع بعض إلى كونهم على ما هم عليه الآن (دعاء السلام) صالحة للاستهلاك من لدن الآخرين، ولكن في عمقهم هي قلوب عذراء لم تسبر أغوار الحياة. ولكن من يدري؟ فمعظم القلوب التي لم تهزم تماما في الحياة قد يكبر يقينها فيها.
إن استقراء الكاتب يونس حماد للواقع منحه إضفاء لغة واقعية لا تخلو من حرية في البوح وفي استنباط البواطن الداخلية للشخصيات هذا كله جعل (دعاء السلام) كنص روائي بمثابة تشريح لجسد المجتمع لفهم أطواره وكذا فهم أعماق النفس البشرية وبالتالي إظهار تناقضات المجتمع وعلى ضوئها فهم بواطن الإنسان، و العكس صحيح.
عن رواية دعاء السلام:
ترصد رواية دعاء السلام، الصراع الذي يعيشه الشباب المغربي، فتارة تتحدث عن أحلامهم المجهضة في مجتمع محافظ لا يقبل الاختلاف، وتارة أخرى تصف وطأة الفقر وقلة الحيلة لكثير من الشخصيات التي تحاول استغلال جميع الفرص ولو على حساب ما هو أخلاقي .
للرواية أبطال وهم :دعاء، علاء، نور، أمينة، فلكل واحد منهم حكاية لا تنتهي، يجمعهم سكنا بمدينتي الرباط وسلا بالمغرب، إنها نموذج مصغر للأحلام الكثير من الشباب المغاربة .
تلقي رواية الكاتب يونس حماد الضوء على فكرة طغيان المادة والتسلق والوصولية كأسهل طريق للخروج من مأساة الفقر والحاجة، وهذا ما أثبتته الرواية في نصوص عدة .
إن المكان في رواية دعاء السلام هو بناء خيالي يشيده الروائي، عن طريق كلمات وبناء لغوي هدفه هو صوغ القلق والشك والرفض، فلم يعد المكان فضاء للاستقرار والهدنة بل أصبح مكان للتوتر والصراع، والموت والغرابةـ أيضا ومثال الغرابة نجد رواية حي في العمى لرشيد يحياوي، فهو يحاصر الذات ولا يترك لها مجالا للتحرك، ورواية طارق بكاري الموسومة بنوميديا تحتفل بالمكان باعتباره جزءا لا يتجزأ في تشكيل بنية الشخصيات وبث نوع من المصداقية فيما يروى للقارئ . ومن أهم السبل لتشيد المكان أو الفضاء الروائي، نجد الوصف، توظيف الرموز، استخدام الصور.…