جمهورية الكونغو الديمقراطية تواجه أزمة صحية خطيرة …

جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –

منذ مطلع العام، تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية أزمة صحية خطيرة تتمثل في انتشار جدري القردة، الذي أدى إلى وفاة 548 شخصًا حتى الآن. المرض، الذي كان يعتبر نادرًا في السابق، تفشى في جميع مقاطعات البلاد البالغ عددها 26، مما يشير إلى تحوله إلى تهديد كبير للصحة العامة في البلاد.

 

في بيان صادم، أعلن وزير الصحة الكونغولي، سامويل-روجيه كامبا، يوم الخميس، أن إجمالي الإصابات المحتملة قد بلغ 15664 حالة، مع تسجيل 548 وفاة. هذا الانتشار الواسع والسريع للمرض يعكس تفاقم الوضع الصحي في البلاد، مما يتطلب استجابة سريعة وشاملة من قبل الحكومة والمنظمات الصحية الدولية.

 

وكان تقرير سابق صادر عن المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في 3 غشت، قد أشار إلى تسجيل 455 وفاة و14479 إصابة في 25 مقاطعة من أصل 26، مما يدل على تسارع انتشار المرض وزيادة عدد الضحايا خلال فترة قصيرة.

 

جدري القردة، الذي يشبه إلى حد كبير الجدري الذي تم القضاء عليه في السبعينات، ينتقل بين البشر عبر الاتصال المباشر مع سوائل الجسم المصابة أو عن طريق الجهاز التنفسي. وعلى الرغم من أن جدري القردة أقل فتكًا من الجدري البشري، إلا أن نقص الرعاية الصحية في بعض المناطق وتدهور البنية التحتية الصحية قد ساهم في زيادة عدد الوفيات.

 

الحكومة الكونغولية تجد نفسها أمام تحديات كبيرة في مواجهة هذا الوباء، حيث تفتقر العديد من المناطق الريفية إلى الخدمات الصحية الأساسية، مما يجعل من الصعب على السلطات احتواء المرض وتقديم العلاج اللازم للمصابين.

 

وفي ظل هذا الوضع المقلق، يُطالب المجتمع الدولي بتقديم الدعم العاجل للكونغو الديمقراطية، سواء من خلال توفير اللقاحات أو تعزيز أنظمة الرعاية الصحية المحلية. فقط من خلال تعاون دولي فعال يمكن للكونغو الديمقراطية أن تتجاوز هذه الأزمة وتجنب المزيد من الخسائر البشرية.

 

تظل جمهورية الكونغو الديمقراطية في حالة طوارئ صحية، مما يتطلب تكاتف الجهود الوطنية والدولية لمواجهة هذا الوباء والحد من انتشاره قبل أن يصبح تهديدًا أكبر على مستوى القارة الإفريقية.