جريدة أرض بلادي – محمد كرومي –
في ظل تداعيات الاعتداء العنيف الذي تعرض له الأمين الجهوي للشبكة المغربية لحقوق الإنسان على يد عصابة إجرامية، شهدت هذه القضية تطورات جديدة أثارت موجة استنكار واسعة. فقد تصاعدت وتيرة الأحداث بعد أن قام إمام مسجد بدوار الشواوشة، التابع لقيادة الغنادرة، بتهنئة الجاني الرئيسي (ك.غ) على اعتدائه، واصفًا هذا الفعل بأنه “جهاد في سبيل الله”.
أمام هذا المستجد الخطير، عقد مناضلو الشبكة المغربية لحقوق الإنسان اجتماعًا عاجلًا لتقييم الوضع واتخاذ موقف صارم من هذه التصرفات التي وصفوها بـ”السابقة الخطيرة”. وأصدرت الشبكة بيانًا تنديديًا توصلت
جريدة” أرض بلادي ” بنسخة منه موجّهًا للرأي العام الوطني والمحلي، تضمّن مجموعة من النقاط الأساسية التي تعكس قلقها من تصاعد الفكر التحريضي المتطرف.
1. إدانة الخطاب التحريضي:
أعربت الشبكة عن إدانتها الشديدة لمضامين الخطاب الذي وصفته بـ”التكفيري”، معتبرة أنه يشكل تهديدًا مباشرًا للنشطاء الحقوقيين ويؤدي إلى نشر التوتر والتعصب الفكري، مما يهدد التماسك الاجتماعي والمشترك الإنساني.
2. خطورة الفكر الرجعي:
أكدت الشبكة أن تداول مثل هذه الخطابات المتطرفة ينبع من الجهل، مشيرة إلى تداعياته الوخيمة على استقرار المجتمع وسيادة الدولة. وأوضحت أن هذا النوع من التحريض قد يتحول إلى بيئة حاضنة للإرهاب والتطرف، مما ينذر بتصاعد العنف واستهداف النشطاء الحقوقيين.
3. اتخاذ إجراءات قانونية:
شددت الشبكة على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه التصرفات، وأعلنت أنها ستتخذ، بالتنسيق مع المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية، كافة الإجراءات القانونية اللازمة لإدانة هذا السلوك ووضع حد لهذه التجاوزات.
4. دعوة السلطات للتدخل:
دعت الشبكة الجهات المختصة، بما في ذلك السلطات المحلية والقضائية، إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بخطوات عاجلة للحد من انتشار الفكر المتطرف في دوار الشواوشة، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار خدمة للمصلحة العليا للوطن.
تأكيد على النضال الحقوقي:
اختتمت الشبكة بيانها بتجديد التزامها بمواصلة نضالها الحقوقي رغم التحديات، مؤكدة أنها ستظل صامدة في مواجهة كل أشكال التطرف والتحريض على العنف.
تظل هذه القضية مؤشرًا خطيرًا على تزايد التهديدات التي تستهدف الحريات والحقوق الأساسية في المجتمع، وهو ما يتطلب تضافر الجهود لضمان حماية النشطاء والعمل على نشر ثقافة التسامح والعيش المشترك.