جريدة أرض بلادي _تحرير/ نصيرة بنيوال
تعمل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب على التصدي لمشكلة الانقطاع عن الدراسة من خلال خطط مبتكرة تعزز استخدام الأدوات الرقمية لرصد التلاميذ المعرضين لخطر الانقطاع، مما يعكس التزام الحكومة برفع مستوى التعليم وتحقيق مستقبل أفضل للتلاميذ في البلاد. يعتمد هذا المشروع على تكنولوجيا تحليل البيانات لمتابعة أداء التلاميذ، إذ تتم دراسة بيانات النقاط، التكرار، الغياب، و ملاحظات الأساتذة لتقييم مدى تعرض التلميذ لخطر الانقطاع، مع مراعاة حماية سرية المعلومات لضمان خصوصية الجميع.
ضمن هذا الإطار، أعلنت الوزارة عن إنشاء “خلية لليقظة” تعمل على متابعة التلاميذ المهددين بالانقطاع و توفير حلول فعّالة تساعدهم على البقاء في النظام التعليمي، كجزء من خطة شاملة تم الإعلان عنها ضمن الميزانية الفرعية لعام 2025. هذه الخلية ستكون حلقة وصل بين المدرسة والأسرة، تهدف إلى تقديم الدعم اللازم للتلاميذ والعمل على إيجاد حلول تتناسب مع حاجاتهم.
يأتي تفعيل خلايا اليقظة على مستوى كل مؤسسة تعليمية كتطبيق مباشر لهذه المبادرة، حيث تتكون من فريق من المتدخلين الأساسيين، من إداريين و أساتذة ومرشدين اجتماعيين، ليتمكنوا من متابعة كل حالة بشكل فردي ووضع خطة عمل خاصة بكل تلميذ مهدد بالانقطاع. تشمل هذه الخطة تقديم المشورة النفسية، الدعم التعليمي، و توفير بيئة مدرسية محفزة لهؤلاء التلاميذ، لضمان نجاح الإجراءات التي تهدف إلى إبقائهم في مقاعد الدراسة، مع المتابعة المستمرة لتقييم مدى تقدمهم.
و قد خصصت الوزارة لهذه الخطة جزءًا من الميزانية الفرعية لسنة 2025، بهدف تخصيص موارد مالية كافية تدعم استمرارية المبادرات و تحقيق أهدافها في تقليل نسب الهدر المدرسي في المغرب. وتبرز أهمية هذه الميزانية في تعزيز جهود الوزارة الرامية إلى تحسين واقع التعليم و التقليل من نسب التسرب، خاصة في المناطق الريفية و المناطق التي تعاني من الفقر، حيث يعد الانقطاع عن الدراسة تحديا اجتماعيا واقتصاديًا كبيرا.
تمثل هذه المبادرة خطوة رئيسية نحو تعزيز جودة التعليم في المغرب وتهيئة بيئة تعليمية شاملة تدعم التلاميذ المعرضين للانقطاع. ومن خلال خلق مناخ تعليمي محفز ومتابعة الحالات الضعيفة بشكل مستمر، يمكن للوزارة تحقيق تحسن ملموس في التعليم، و تكريس الحق في التعلم لكافة أفراد المجتمع كركيزة أساسية للتنمية الاجتماعية.
رغم أهمية هذه الخطة، قد تواجه الوزارة تحديات في التنفيذ، مثل توفير الكوادر البشرية المؤهلة لخلايا اليقظة، و ضمان التنسيق الفعّال بين مختلف الإدارات لضمان نجاح الخطة، بالإضافة إلى الحاجة لإيجاد حلول مستدامة للمشكلات العائلية و الاجتماعية التي تؤدي إلى تسرب التلاميذ من المدرسة.
في الختام، تعكس خطة وزارة التربية الوطنية التزاما واضحا تجاه تحسين جودة التعليم و محاربة الانقطاع المدرسي. وإذا نفذت بنجاح، فمن المتوقع أن تسهم في بناء جيل من الشباب المغربي المثقف و المتعلم القادر على المساهمة الفعّالة في تنمية بلده، مما يمهد الطريق لمستقبل تعليمي أفضل يعزز من فرص التنمية و النهوض بالمجتمع ككل.