جريدة أرض بلادي-هيئة التحرير-
عبر فصول متفاوتة يأخذنا الكاتب وببلاغة لغوية، ونسيج ذي ألوان سردية بهية ومشوقة، ترحل بنا المعاني والخيال بعيدا عن الأوراق ،هناك إلى حيث أراد الكاتب الوصول بنا.
وبين مدن مغربية ثرية بالثقافات وتنوعها، نطل على بلاد الأندلس موسوعة بثرائها التاريخي المستقطب والملم بكل العلوم.
وفي هذه الرحلة المشوقة ،الباسقة المعاني ،كبساقة بطلها (أبي يعزى الهسكوري) وعلى مدى حقبة من الزمن ،تكونت هذه الشخصية ،الطيبة والغريبة في آن واحد.
بداهة الكاتب وتفطنه إلى أن كل ماهو غريب مرغوب الاستطلاع.
بين البراري ترعرع ونشأ هذا الغلام، ليهيم بين أتراعها الخصبة ، ذات المنبت العشبي الطبي، وكطفل يستنشق أصالة العيش من صحن بيته ، ليتداول إرتشاف القسوة مرة والحنية مرات.
ليتعلم ماجادت به قريحة والدته من أعمال البيت ومن جدته ما يشفي النفوس .
ببساطة في العيش والمعرفة.
حتى ساقته الأقدار إلى بيت أحد السادة المتمكنين بتلك المنطقة
وهنا يعرج الكاتب وهو يستحضر لغة الجمال والتفاؤل في وجه البطل.
وبين الجدية ، والتفاني ، يلتقي بشخصية أخرى لتزيده ثبوتا وتمعن في خطى الحياة
إبراهيم ذاك السند ،وتلك السحابة التى أغدقت رحمة وشفقة عليه ،مما زاد في إثراء السرد بلوعة وتساؤلات ،
سحر السرد والتشويق ، لعب دورا في ثنايا الأحداث ،لاعب الحواس على أصابعه ،بين حيرة ،وسؤال ،وتخمين .
لغة الحب العذري ، البريء ، ينتعلها جوفه الصافي ،ليحدثنا عن ترابط الروح قبل النظرة وسحرها.
لم يمكث طويلا في محراب عشقه ،وتعلقه ليفقد الأحبة في تصور درامي يشق أطوار النفس ، ويلونها بشتى ألوان الحداد.
تسكنه الأرواح ليتقمص أدوار ،طال بها الأفق ، وتهيم معه على سحنة الأرض ،ينتشي من موصلة وجوده رغبة ورغبات.
وبين أعشاب الطبيعة ، وتركه لملذات الحياة ، عاش على عوض الله ، فهو الكريم العالم بالحال والأحوال.
لقد أتى الله بقلب سليم ، خذ خير الجزاء أيها العبد الذليل.
رحلنا معه، وفي ترحاله ، غير الله حاله ، بين شعوذة ألبسها له الأهالي ، وبين أنهار المشايخ والفقهاء من شتى بلاد المغرب،الذين زودوه بزاد التقوى و الإيمان.
ارتوى هذا العبد ومشى على أصول الفقه والدين ،ليركن إلى ركن شديد ،يبعده عن العباد والعتاد ،ودع العالم البشري ،وبداخله صوت يصدح بأن العلم يُعلم .
فماذا جرى ياترى ؟!
هنا ترك الكاتب الشخصية على حريتها، بين الإستفهام والتعجب.
هل يتعلم الإنسان ليعتكف!؟
فأ
اتخذ الجبال منفى لهواه
ليسوق له الرحمان الأقدار إلى بابه
كأنها تقول : هيت لك!
(ميمونة) عوض آخر من الله
وتفرح السرائر لنهاية ،هذا التائه الشقي على الأرض ،
وينسجا معا عالم آخر من النسل الطيب، لهذا الولي الصالح ( أبي يعزى الهسكوري).