دور المرأة في الحفاظ على الموروث الثقافي وتطوير التنمية الجهوية: نموذج السيدة عتيقة موبال وتعاونية “الغرزة” بمراكش

جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة

عندما نتحدث عن التنمية، لا يمكن فصلها عن دور المرأة التي تعد شريكة أساسية في بناء المجتمعات والحفاظ على الهوية الثقافية. ومن بين النماذج الملهمة التي تجسد هذا الدور، نجد السيدة عتيقة موبال، مسيرة تعاونية “الغرزة” بمراكش، التي برهنت على أن الإبداع النسائي يمكن أن يكون قوة دافعة للحفاظ على التراث وتنمية المجتمعات المحلية.

حصلت السيدة عتيقة على دبلوم في تصميم الأزياء، ومن هنا انطلقت في رحلتها لتأسيس تعاونية “الغرزة” عام 2018. وضعت نصب عينيها هدفًا ساميًا يتمثل في النهوض بالصناعة النسوية التقليدية وضمان انتقالها بين الأجيال.

التعاونية لم تكن مجرد مشروع اقتصادي، بل فضاء شامل لتمكين النساء. استقطبت التعاونية منذ تأسيسها الفتيات المنقطعات عن الدراسة، والنساء المتزوجات، والمتقاعدات، وذوي الاحتياجات الخاصة، لتوفر لهن فرصًا للتعلم، وتحقيق الاستقلال المادي، وبناء الثقة بالنفس.

بدأت التعاونية بـ8 نساء فقط، منهن 5 نساء منخرطات و3 متعلمات. واليوم، تجاوز عدد النساء العاملات في التعاونية 80 امرأة، مما يعكس النمو الكبير الذي حققته التعاونية ودورها المتزايد في دعم النساء.

تعتمد التعاونية على الأقمشة المغربية الأصيلة وتنتج مجموعة متنوعة من المنتجات، منها:

الزربية المغربية

الحايك والسوسدي

صناعة السفيفة البلدية والعقاد

الطاكية المراكشية والطرز التقليدي

شاركت التعاونية في معارض محلية ودولية، معتمدة على مزيج من الأصالة والمعاصرة في التسويق، حيث تدمج بين التراث المغربي العريق ومتطلبات السوق الحديث. تحرص عتيقة موبال ورفيقاتها على التمسك بالهوية الثقافية من خلال منتجاتهن، مع تسويقها داخل وخارج المغرب، ما يسهم في تعزيز صورة المغرب الثقافية عالميًا.
ذذ
إن تجربة السيدة عتيقة موبال ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل دعوة لجميع النساء للإيمان بقدراتهن والمساهمة في تنمية مجتمعاتهن، مع الحفاظ على التراث الثقافي.

كل التوفيق لهذه العقول المفكرة والأيدي المبدعة التي ترفع راية الإبداع النسائي عاليًا وتشرف بلادها.