جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
كشف عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، عن إجراءات حكومية تبتغي تجويد منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال نموذج بيداغوجي جامعي جديد للارتقاء بنظام LMD المتعلق بالإجازة والماستر والدكتوراه.
وأكد أخنوش، في جلسة الأسئلة الشفوية حول موضوع التعليم العالي بمجلس النواب، اليوم الاثنين 12 يونيو 2023، أن الجامعة، أن الهدف من الإصلاح المنشود هو تعزيز مسارات التعلم بمهارات ذاتية وكفاءات أفقية لتعزيز الارتباط بالهوية المغربية وتقوية الرابط الاجتماعي، وإدماج إشهادات في المهارات اللغوية والرقمية، وتطوير إمكانيات التدريس بالتناوب بين الجامعة والمحيط الاقتصادي والاجتماعي.
ومن بين ما تودّ الحكومة القيام به، أيضا، العمل على تخريج جيل جديد من طلبة الدكتوراه بمعايير دولية قادرين على إنجاز أبحاث مبتكرة في مجالات ذات أولوية وطنية، في هذا الصدد أشار إلى أنه سيتم في مرحلة أولى إطلاق برنامج لتكوين 1.000 طالب دكتور- مدرب سنويا، لتوفير مشتل للكفاءات قادرة على تجديد هيئة الأساتذة الباحثين التي ستعرف خلال السنوات القادمة نسبا مهمة من الإحالة على التقاعد.
كيفية الأجرأة
أبرز أخنوش ضمن كلمته أنه لأجرأة هذا الإصلاح المنشود، أعيد النظر في التنظيم البيداغوجي لسلك الإجازة واعتماد عدة مستجدات من شأنها أن تحدث قفزة نوعية من حيث جودة التعلمات وأداء المنظومة ككل.
هذه الأجرأة، شرح أنها تتم عبر تدعيم الوحدات المعرفية وإدراج وحدات ممهننة لملاءمتها مع متطلبات النسيج الاقتصادي، ومراجعة وتحيين مسالك الجدع المشترك للإجازة التي ظلت على حالها لما يقارب 20 سنة وخلق جدع مشترك للمعلوميات.
إلى جانب هذا يراد تطوير المهارات اللغوية من خلال التمكن من لغة التدريس وتعزيز الانفتاح على اللغات التي سيتم استعمال منصات رقمية في تدريسها، مع إلزامية الإشهاد في اللغات الأجنبية من أجل الحصول على الدبلوم.
ومن الإجراءات المعول عليها تعزيز المهارات الرقمية من خلال تعميم وحدات الرقمنة والذكاء الاصطناعي وكذا إحداث مراكز Code212 مفتوحة في وجه كافة الطلبة، بغض النظر عن تخصصهم الأكاديمي، مع توفير إمكانية الإشهاد في المهارات الرقمية للطلبة الراغبين في ذلك.
كم سيتم، حسب رئيس الحكومة، إدراج وحدات تكوينية في مهارات القوة Empowerment، لاسيما عبر منصات رقمية ودروس مصورة، قصد تعزيز الكفاءات الأفقية والمهارات الذاتية، من بينها التعريف بالموروث التاريخي والثقافي والفني للمغرب وترسيخ قيم المواطنة والحس المدني.
في نفس الإطار، سيتم كما أوضح أخنوش العمل على إحداث جسور مرنة بين مختلف الشعب والتخصصات والمؤسسات واعتماد الأرصدة القياسية، من أجل المرونة في التوجيه وتغيير المسارات الدراسية، ستعزز فرص الطلبة لمواصلة مساراتهم الدراسية في حالة تعثرها، مع احتساب الكفايات والمعارف التي تم اكتسابها خلال الدراسة الجامعية، وهو ما سيحد من ظاهرة الهدر الجامعي، ويحفز الحركية الوطنية والدولية.
سعي إلى خلق أكبر قدر من الفرص
وقال رئيس الحكومة، إن هذا الإصلاح سيتيح الفرص أمام الطلبة عند نهاية مسارهم، وقدرات تُمكنهم من النجاح في حياتهم المهنية والاجتماعية.
واعتبر أنه ستكون لديهم فرص كي لا يغادروا الجامعة بعد اكتسابهم ما يكفي لتحقيق ذاتهم والقدرة على الاندماج فالمحيط الاقتصادي والاجتماعي.
تعبئة موارد مالية
بموجب هذا النموذج، شدد أخنوش على أنه سيتم الارتكاز على بحث علمي يروم تحقيق التفوق الأكاديمي، معلنا أنه ستتم تعبئة حوالي 600 مليون درهم لإطلاق البرنامج الوطني لطلب عروض مشاريع بحثية تنصب أساسا حول قضايا السيادة الوطنية وتفتح آفاقا وفرصا للطلبة الدكاترة.
إضافة إلى هذا، سيتم تخصيص 1300 منحة للتنقل لفائدة طلبة سلك الدكتوراه، خاصة على المستوى الدولي والبين -جامعي وبين الجامعة والمقاولات.
واسترسل أنه سيتم أيضا تعزيز التمويل في إطار البرامج الدولية للبحث العلمي (PRIMA, HORIZON EUROPE) وبرامج مثيلة، واحتضان حوالي 60 مشروعا في إطار البرنامج الوطني للإنعاش والابتكار إلى غاية سنة 2023، لتصل في مجموعها إلى 100 مشروع محتضن، وإيداع حوالي 40 براءة اختراع إضافية من قبل الجامعات بنهاية 2023، ليصل عددها الإجمالي إلى 200 براءة، إحداث وحدتين جديدتين من مدن الابتكار عند نهاية 2023.