أرض بلادي _ عزيز بنعبد السلام
في إطار الجهود المبذولة لمعالجة التحديات التي تواجه الصيادين التقليديين بمنطقة إعزانن، اجتمع السيد ميمون تسغيتي، رئيس جمعية أرباب قوارب الصيد التقليدي بإعزانن، مع مسؤولي الصيد البحري بأكادير، لمناقشة المشاكل التي يعاني منها الصيادون، خاصة فيما يتعلق بظاهرة سمك النيكرو وتقطيع شباك الصيد بشاطئ القالات التابع لجماعة إعزانن بإقليم الناظور.
وأكد السيد تسغيتي، في تصريح خاص لجريدة “أرض بلادي” الإلكترونية، أن الصيادين التقليديين يواجهون صعوبات كبيرة بسبب سمك النيكرو، الذي يتسبب في تمزيق شباكهم، مما أدى إلى توقف العديد منهم عن العمل. وأشار إلى أن هذه الظاهرة تهدد مصدر رزق العشرات من العائلات التي تعتمد على الصيد التقليدي كمصدر رئيسي للدخل.
وخلال الاجتماع، طالب السيد تسغيتي الجهات المعنية بتقديم الدعم العاجل لأصحاب المراكب المتضررين، مؤكدًا على ضرورة إيجاد حلول سريعة وفعالة لضمان استمرارية عمل الصيادين وحماية مواردهم البحرية. كما ناقش الحضور سبل التعاون بين الجمعية والسلطات المعنية لتخفيف الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة، والتي أصبحت تشكل عبئًا اقتصاديًا كبيرًا على المجتمع المحلي.
وأعرب السيد تسغيتي عن أمله في أن تتبنى الجهات المعنية إجراءات عملية لدعم الصيادين، سواء من خلال توفير شباك أكثر متانة أو تعويضات مالية للمتضررين، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على الثروة السمكية وحماية البيئة البحرية من التلوث والاستنزاف.
يذكر أن شاطئ القالات يعد من أهم مواقع الصيد التقليدي في المنطقة، ويعتمد عليه العديد من الصيادين في تأمين لقمة عيشهم. إلا أن الظروف الحالية تهدد استدامة هذا القطاع الحيوي، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا من قبل الجهات المسؤولة لإنقاذ الوضع.
وفي ختام تصريحه، وجه السيد تسغيتي نداءً إلى جميع الفاعلين في قطاع الصيد البحري للتعاون من أجل إيجاد حلول مستدامة تضمن حماية حقوق الصيادين وتحافظ على الثروة السمكية للأجيال القادمة.
زيارة معرض “اليوتيس” لدعم قضية الصيادين
حري بالذكر أن السيد ميمون تسغيتي، رئيس جمعية أرباب قوارب الصيد التقليدي بإعزانن، قام بزيارة إلى معرض “اليوتيس” المقام بأكادير خلال شهر فبراير الماضي، وذلك بهدف إيصال صوت الصيادين التقليديين بالقالات ومعاناتهم إلى الجهات المعنية والفاعلين في قطاع الصيد البحري.
وخلال مشاركته في هذا الحدث البارز، الذي يعد منصة مهمة لتبادل الخبرات وعرض التحديات التي تواجه القطاع البحري، استغل السيد تسغيتي الفرصة لتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي يعيشها الصيادون التقليديون بمنطقة القالات. وأكد في كلمته أن ظاهرة سمك النيكرو ليست مجرد مشكلة عابرة، بل هي أزمة مستمرة تتطلب تدخلًا عاجلًا من قبل وزارة الصيد البحري و السلطات المعنية .
كما ناقش السيد تسغيتي مع المشاركين في المعرض، بما في ذلك مسؤولي الصيد البحري وخبراء البيئة البحرية، سبل التعاون لحل هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن تمزيق شباك الصيد لا يؤثر فقط على الجانب الاقتصادي للصيادين، بل يمتد تأثيره السلبي إلى البيئة البحرية، حيث يتسبب في زيادة النفايات البحرية الناتجة عن الشباك الممزقة.
وأشار إلى أن زيارة معرض “اليوتيس” كانت فرصة لتعزيز التواصل بين الصيادين التقليديين والجهات الفاعلة في القطاع، مؤكدًا على أهمية مثل هذه الفعاليات في إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات التي تواجه الصيد التقليدي. كما عبر عن أمله في أن تترجم المناقشات التي جرت خلال المعرض إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
وفي ختام زيارته، أعرب السيد تسغيتي عن شكره للجهات المنظمة على استضافتها وتوفيرها منصة للحوار، مؤكدًا أن جمعية أرباب قوارب الصيد التقليدي بإعزانن ستواصل العمل بجد من أجل الدفاع عن حقوق الصيادين وتحسين ظروف عملهم.
هذا وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها الجمعية لتحسين أوضاع الصيادين التقليديين، حيث تسعى إلى تعزيز التعاون مع جميع الأطراف المعنية لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي، الذي يعد مصدر رزق للعديد من الأسر في المنطقة.
وتتابع جريدة “أرض بلادي” التطورات المتعلقة بهذا الملف، وتدعو الجهات المعنية إلى الإسراع في تقديم الدعم اللازم للصيادين المتضررين، حفاظًا على استقرار القطاع وصونًا لحقوق العاملين فيه.