“ربيع القاطي يقود ثورة في التشجيع: “بطولة الجماهير” تُحوِّل الملاعب إلى منصات للمعرفة والتسامح!”

جريدة أرض بلادي – ايت علي اكرام –

انطلقت مؤخرًا على القناة الأولى المغربية النسخة الجديدة من البرنامج الفريد من نوعه “بطولة الجماهير”، الذي يقدمه الفنان والإعلامي ربيع القاطي، في موعد أسبوعي ثابت كل يوم أحد على الساعة الثامنة مساءً، مع إعادة على القناة الرياضية في العاشرة. هذا الموعد التلفزيوني ليس كباقي البرامج الرياضية المعتادة، بل يحمل رؤية مبتكرة تمزج بين الرياضة، الثقافة، والمعرفة، في محاولة جادة لمحاربة الشغب في الملاعب وإعادة الاعتبار لدور المشجع الواعي والإيجابي.

 

“بطولة الجماهير” تُعيد رسم صورة المشجع المغربي، حيث تُخضع الفرق المتنافسة من المشجعين لاختبارات في الثقافة الرياضية والعامة، في أجواء يسودها التحدي الإيجابي والتنافس النظيف. البرنامج يسعى إلى توجيه الحماس الجماهيري نحو فضاءات بناءة معرفيًا وأخلاقيًا، بعيدًا عن مظاهر العنف والتعصب.

في قلب هذا النجاح الباهر يقف ربيع القاطي، الذي استطاع بفضل كاريزماه اللافتة وأسلوبه المتزن أن يصنع تفاعلًا قويًا مع الجمهور. فهو لا يكتفي بدور المقدم التقليدي، بل يتحول إلى عنصر تفاعلي داخل البرنامج، يجمع بين الجدية وخفة الظل، ويوجه النقاش نحو قضايا عميقة تتعلق بسلوك الجمهور، والعلاقة العاطفية التي تربط المشجع بفريقه، وكيفية تحويل هذه العلاقة إلى طاقة إيجابية.

 

البرنامج لا يكتفي بتقديم فقرات ثقافية، بل يُدمج رسائل قوية تتعلق بقيم التسامح، الاحترام، والروح الرياضية، مما يجعله مشروعًا اجتماعيًا بامتياز. كل حلقة تتحول إلى فرصة لترسيخ مفاهيم جديدة في التشجيع، تجعل من المشجع فاعلًا واعيًا لا مجرد متفرج مندفع.

ولعل ما يميز “بطولة الجماهير” أكثر هو قدرتها على كسر النمطية السائدة في برامج الرياضة، لتتحول إلى مساحة للنقاش والتفكير النقدي، برؤية إعلامية فنية تحمل توقيع ربيع القاطي، الذي بات اليوم أحد الوجوه الإعلامية القليلة القادرة على الجمع بين الرسالة الاجتماعية والجاذبية الجماهيرية.

في زمن تتصاعد فيه مظاهر الشغب والتعصب، يأتي هذا البرنامج كـنموذج رائد يعيد تعريف علاقة الجمهور بكرة القدم، ويُثبت أن التنافس يمكن أن يكون راقٍ، وأن المشجع يمكن أن يكون مثقفًا، وأن الملعب يمكن أن يكون مساحة للتسامح قبل أن يكون ساحة للصراع.