رحيل وعبرة      #بقلم#  حبيبة بن الشاكري

جريدة أرض بلادي

بين صبر أيوب ولوعة يعقوب ظل الأبوين ينتظران خروج ابنهما من ظلمات الجب الحالكة، و قلوب المغاربة تهتز ضارعة وحناجرهم تصدح مكبرة ومتوسلة للخالق أن يغيثه،لكن لا أحد منا كان يعلم أن ريان شق طريقه ويستعد لدخول باب الريان عند مليك مقتدر بعد وصال دام خمسة أيام،ثم خرج من ضيق البئر إلى جنة عرضها السماوات والارض،طاير من طيور الجنة لم توقظه معاول الأعمام والأخوال ولا المنقذين ولا حتى المتطوعين،روح زكية معطرة بعبق الجنة أبت إلا أن تصعد إلى الخلد.

مأساة جند لها ما وجد من قوة وإمكانيات يشع منها دفء إنساني كبير بأرواحنا أنبلها التضحية بالنفس لأجل إنقاذ روح بريئة ،وأثارت عطف و مساندة العالم بأسره مما يدل على أن روح الإسلام لاتفك عراها والهوية الوطنية لا يعلوها صدأ و الإنسانية لا حدود لها.

هذا هو سر ريان مع ربه ، لم يشأ أن يفارقنا إلا إذا نبهنا إلى الجب الذي يحتوينا ويلهينا عن بعضنا البعض. فلنستيقظ من سباتنا ونحاول الخروج.

رحمك الله يا صغيري وجعلك سبقا وذخرا لوالديك ورحم جميع موتانا إنه سميع مجيب.