جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-
تعول وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على موسم دراسي يحمل متغيرات عديدة، خصوصا على مستوى المواد المُدرسة، في انتظار الكشف عن المقررات الدراسية التي ستعرف تغييرات.
وسيكون تعميم تدريس الإنجليزية والأمازيغية أبرز ما يحمله الموسم الدراسي المقبل، الذي سينطلق يوم 4 شتنبر 2023 وينتهي يوم 28 يونيو 2024، إذ سبق للوزارة أن أعلنت أنه سيشرع تدريجيا في هذا التعميم.
وتعول الوزارة، كما أكد على ذلك الوزير شكيب بنموسى، في لقائه مع جمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ الشهر الماضي، على مشروع “المدارس الرائدة” الذي سيشمل 630 مؤسسة ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، ويهم 320 ألف تلميذة وتلميذ بتأطير 11 ألف أستاذ، في أفق تعميم هذا المشروع وطنيا.
كما يوجد مشروع الدعم التربوي وفق مقاربة “TaRL” (التدريس وفق المستوى المناسب) الذي انطلق الموسم الدراسي المنصرم، في أفق تعميمه على جميع جهات ومدارس المملكة.
إلى جانب هذا، تسعى الوزارة إلى أن تواصل مسلسل تكوين الأساتذة، وتأهيل الفضاءات داخل المؤسسات التعليمية، وتحفيز الأطر التربوية، ودعم التلاميذ لتحسين قدراتهم، واستمرار العمل على تعميم التعليم الأولي.
تعميم تدريس الإنجليزية
جاء في مذكرة وجهها الوزير بنموسى إلى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في الجهات الـ12، أنه تقرر الشروع في تعميم تدريس اللغة الإنجليزية بالتعليم الإعدادي انطلاقا من الدخول المدرسي المقبل (2023-2024)، اعتبارا لوضع اللغة الإنجليزية في المجتمع ولأدوارها الوظيفية وكذا لآفاقها المستقبلية التي تفتحها للناشئة في مجالات المعرفة والعلم والتكنولوجيا والتواصل والانفتاح الثقافي والحضاري وغيرها.
وسيتم، بحسب المصدر ذاته، تعميم تدريس اللغة الإنجليزية بالتعليم الإعدادي خلال الموسم الدراسي 2023-2024، بالسنة الأولى من التعليم الإعدادي بنسبة تغطية تصل إلى 10 في المائة، وبالسنة الثانية من التعليم الإعدادي بنسبة 50 في المائة.
وأكدت المذكرة الوزارية أنه ينبغي تخصيص 24 ساعة في الأسبوع لكل مدرس (12 قسما لكل مدرس)، مع اعتماد ساعتين أسبوعيا لتدريس اللغة الإنجليزية لكل قسم.
وجاء في المذكرة الوزارية أنه يتطلب ضبط مسار تدريس اللغة الإنجليزية بالتعليم الإعدادي، إرساء آليات القيادة على كافة المستويات، من خلال إحداث لجنة مركزية للقيادة، برئاسة الكاتب العام للوزارة، وبعضوية مديري المديريات المركزية المعنية، تتولى تتبع وتقويم تنفيذ هذا البرنامج في مختلف مراحله.
أما عن التكوين، فقد أبرزت الوثيقة أنه سيتم التركيز على التكوين الأساس لمدرسي اللغة الإنجليزية وفقا لخريطة وبرنامج تكويني ينسجمان والأهداف المسطرة، ويسمحان بتقوية القدرات اللغوية والمهنية للأستاذات والأساتذة، ولاسيما ما يتصل بالتمكن من المقاربات والطرق البيداغوجية الفعالة في ميدان تدريس اللغات.
إلى جانب ذلك، سيتم، بحسب المصدر ذاته، تمكين الأستاذات والأساتذة الذين يدرسون اللغة الإنجليزية من الاستفادة من دورات تكوينية تتم برمجتها في إطار البرامج الجهوية للتكوين المستمر، من أجل تعزيز قدراتهم، وإطلاعهم على مختلف المستجدات ذات الصلة بالمادة التي يدرسونها ومواكبتهم في تنزيلها.
كما ينبغي، تضيف المذكرة الوزارية، العمل على تزويد المؤسسات التعليمية بالمكتبات، لتقوية قدرات وكفاءات التلميذات والتلاميذ اللغوية، إلى جانب تزويد الأستاذات والأساتذة بالعدد والوثائق والدلائل البيداغوجية الضرورية، والتي من شأنها أن تساعدهم على الاضطلاع بالتدبير اليومي البيداغوجي لتدريس اللغة الإنجليزية.
وأكدت المذكرة الوزارية على مواكبة وتتبع التنزيل الميداني لهذا الورش اللغوي، وتوفير متطلبات تجاحه، وإيلائه العناية التي يستحقها لبلوغ الأهداف التربوية التي تتوخاها الوزارة من خلاله.
ماذا عن اللغة الأمازيغية؟
إلى جانب الإنجليزية، كان وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، قد قدّم في فاتح يونيو 2023 تفاصيل الشروع في تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي ابتداء من الموسم الدراسي المقبل.
الوزارة وضعت خارطة طريق خاصة بهذا الهدف، إذ أشار الوزير إلى أن المغرب يتوفر حاليا على حوالي 1660 مؤسسة تعليمية للسلك الابتدائي تشمل تعليم اللغة الأمازيغية. وهذه المؤسسات تضم حوالي 330 ألف تلميذة وتلميذ، وتسعى الوزارة في أفق سنة 2030 إلى تخصيص 12 ألف مؤسسة تدرس اللغة الأمازيغية؛ أي 4 ملايين تلميذة وتلميذ.
وفي ما يتعلق بالموارد البشرية المخصصة لذلك، أوضح بنموسى أن الوزارة سترفع عدد المعلمين المختصين في تعليم اللغة الأمازيغية، مبرزا أن عدد المعلمين المختصين كان في السابق لا يتعدى 200 مختصا في السنة، وفي خارطة الطريق الحالية تعتزم رفع هذا العدد إلى 400 معلم مختص كل سنة.
وأشار إلى أن عدد المعلمين المزدوجين كان بدوره ضعيفا، مؤكدا أن عددهم سيصل إلى ما بين 1500 و2000 معلم سيتم توظيفهم كل سنة.
وستشرع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ابتداء من الدخول المدرسي المقبل 2024-2023، في التوسيع التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي، في أفق تحقيق تعميمها خلال الموسم الدراسي 2030-2029.
وأكد بنموسى، في مذكرة وجهها إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، بشأن العمل على التوسيع التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي، أنه سيتم استكمال تعميم تدريس اللغة الأمازيغية على مستوى جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، وفق مسار تدريجي، يبدأ من الموسم الدراسي 2023-2024، والذي سيعرف تعميم هذه اللغة على جميع مؤسسات التعليم الابتدائي بما في ذلك الفرعيات.
ويتطلب مسار تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات التعليم الابتدائي، بحسب المصدر ذاته، إحداث لجنة مركزية للقيادة، برئاسة الكاتب العام للوزارة، وبعضوية مديري المديريات المركزية المعنية، تتولى تتبع وتقويم تنفيذ هذا البرنامج في مختلف مراحله.
كما سيتم وضع برنامج تعليمي تدريجي لتدريس الأمازيغية تحت إشراف مديرية المناهج، التي تتولى التنسيق العام لمختلف الإجراءات والتدابير المرتبطة بهذا الورش، بإشراك المديريات المركزية المعنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين ومختلف الفاعلين التربويين، كما تتولى التنسيق مع شركاء الوزارة في هذا المجال.
وبخصوص الجانب المتعلق بتنظيم تدبير الأقسام، دعا الوزير بنموسى إلى ضبط عملية توزيع الأقسام على الأستاذات والأساتذة، حسب الغلاف المدرسي الخاص بالتعليم الابتدائي، والبنية التربوية لكل مؤسسة تعليمية، بما يضمن التشغيل الأمثل للموارد البشرية المتاحة.