روح التضامن تزرع البهجة في نفوس مرضى السرطان والمناطق المتضررة من الزلزال بمراكش خلال الشهر الفضيل

جريدة أرض بلادي – عبد المجيد العزيزي –

شهدت مدينة مراكش خلال هذا الشهر الفضيل مبادرات إنسانية متميزة عكست روح التضامن والتكافل العميقة في المجتمع المغربي. فقد نظمت فعاليات المجتمع المدني، ممثلة في متطوعين ومتطوعات من مختلف الأعمار، أعمالاً خيرية استهدفت الفئات الأكثر هشاشة، بهدف التخفيف من معاناتهم وإدخال البهجة إلى قلوبهم.

 

في مبادرة إنسانية يوم الأربعاء، شهدت دار الحياة التابعة لمستشفى محمد السادس بمراكش إفطاراً جماعياً خصص لفائدة مرضى السرطان، حيث تم تجهيز 32 مائدة بحب وعناية من قبل المتطوعين. ولم تقتصر المبادرة على تقديم الطعام فحسب، بل امتدت لخلق أجواء احتفالية ساهمت في رسم الابتسامة على وجوه المرضى، حيث استمتعوا بحفل نقش الحناء وأجواء دينية بصوت منشدات أضفن نفحات روحية للمكان.

وعبّرت السيدة عباد لالة فاطمة، إحدى المنظمات للمبادرة، عن سعادتها الغامرة بالمشاركة في هذا العمل النبيل، مؤكدة أن “كل التعب يزول مقابل ابتسامة هؤلاء المرضى”، في تصريح خصت به جريدة “أرض بلادي”.

 

وفي سياق التضامن مع سكان المناطق المتضررة من الزلزال، قامت جمعية الرحمة المراكشية، بدعم وتعاون مع جمعية بلجيكية، بتوزيع قفف رمضانية استفادت منها 62 أسرة في منطقة “أيت حدو يوسف أمغلين”، إحدى القرى الجبلية التي عانت من آثار الكارثة. وقد عبر السكان عن فرحتهم بهذا الدعم الذي جاء في وقت كانوا بأمسّ الحاجة إليه.

لم تتوقف المبادرات الإنسانية عند هذا الحد، حيث قامت الجمعيتان بتوزيع ملابس العيد على مرضى السرطان بمدينة مراكش. وشملت الهدايا 20 قفطاناً للنساء، و12 لباساً تقليدياً للأطفال بمختلف الأعمار، و12 لباساً تقليدياً للرجال، مما أسهم في إدخال الفرحة إلى قلوب المرضى وأسرهم.

 

قيم التضامن والتكافل المتجذرة في المجتمع المغربي

تعكس هذه المبادرات روح التآزر والتضامن التي تتجذر في المجتمع المغربي، خاصة خلال الشهر الفضيل، في انسجام تام مع التعاليم الدينية التي تحث على البر والإحسان. يقول الله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.

لقد أثبتت جمعية الرحمة المراكشية والجمعية البلجيكية، إلى جانب المتطوعين والمتطوعات، أن العمل الإنساني لا حدود له، وأن بإمكانه زرع الأمل وإحياء روح التضامن والمحبة، مما يجعل من هذه المبادرات رسالة إنسانية تحمل دلالات كبيرة تتجاوز حدود الزمن والمكان.

 

تحية تقدير وإجلال لكل من ساهم في هذه الأعمال النبيلة التي تزرع الابتسامة وتخفف من معاناة المحتاجين في شهر الرحمة والمغفرة.