زيارة مرتقبة لمسؤول كبير لدوار بوغرارت: تسارع أعوان السلطة لإخفاء حقيقة الطرق ومياه الصرف الصحي.

جريدة أرض بلادي – مولاي اسماعيل مكاوي –

دوار بوغرارت لجماعة إمليل، الواقع على هامش نواحي دمنات، يستعد لاستقبال زيارة رسمية مرتقبة لمسؤول كبير. لكن بدلاً من أن تُعَدَّ هذه الزيارة فرصة لكشف الواقع ومعالجة مشاكل السكان، تحوّلت إلى عرض مسرحي لإخفاء التهميش والإهمال المتراكم منذ سنوات. في دوار يشتهر بصناعته التقليدية للخزف، يتساءل السكان: متى يتحول هذا “الاهتمام الموسمي” إلى اهتمام فعلي؟

 

في كل مرة يُعلن فيها عن زيارة مسؤول، تنطلق حملة “تلميع الواجهة”: تنظيف سطحي للشوارع، صباغة على عجل، وإخفاء الحفر بمساحيق مؤقتة. كل هذا لإيهام الزائر أن الأمور على ما يرام، بينما الواقع يُنذر بكارثة تنموية مستمرة.

 

فيديو مسرّب انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي كشف المستور: طرق محفرة، مياه صرف صحي تتدفق في الساقية التي يعتمد عليها الفلاحون، وروائح تزكم الأنوف من ماء الصابون ومياه تنظيف المنازل التي تُسكب عشوائيًا في قنوات الري. هذا هو “الواقع الحقيقي” الذي يريد أعوان السلطة طمسه عن أعين الزائر المرتقب.

 

السكان، وهم المتضرر الأول من هذا الوضع، يرفعون أصواتهم: نريد حلولاً دائمة، لا مسكنات مؤقتة. يطالبون بشبكة صرف صحي لائقة، طرق معبدة، وماء صالح للسقي والعيش الكريم. لقد ملّوا من زيارات لا تحمل في طياتها سوى وعود فارغة.

 

ويقول السكان إن الحل بسيط: زيارة فجائية دون سابق إنذار، تُمكّن المسؤول من رؤية الواقع كما هو، لا كما يريد البعض تصويره. حينها فقط قد يدرك المسؤولون حجم التهميش الذي يعيشه الدوار، وربما تتحرك عجلة التغيير الفعلي.

 

دوار بوغرارت لا يحتاج “زينة” مؤقتة، بل رعاية دائمة. فهو جزء من بلد يُفترض أن يوفر الكرامة لكل مواطن، لا أن يغطّي مآسيه كلما مرّ مسؤول في جولة تفقدية.

 

فهل ستكون هذه الزيارة المرتقبة بداية كشف الحقيقة أم مجرد حلقة جديدة من مسلسل التجميل الرسمي؟

الكرة الآن في ملعب المسؤولين