في مشهد يعكس قلقًا متزايدًا بين سكان إحدى أكبر مدن المغرب، اشتكت ساكنة مدينة الدار البيضاء من تلوث مياه الشرب الذي استمر لأكثر من سنة ونصف، ما أدى إلى تصاعد الاستياء بين المواطنين وطرح العديد من التساؤلات حول جودة الخدمات الأساسية في المدينة.
منذ بداية المشكلة، أبدى سكان الأحياء المتضررة استياءهم من تدهور جودة المياه التي تصل إلى منازلهم. تظهر التقارير الواردة من مختلف مناطق المدينة وجود شكاوى تتعلق بطعم ورائحة المياه غير الطبيعية، بالإضافة إلى شكاوى متكررة حول تغير لون المياه الذي يشير إلى احتمال وجود ملوثات.
لم تتوقف الأضرار عند الجانب الحسي للمياه فقط، بل تخطتها لتشمل مخاوف صحية جادة. بعض السكان أبلغوا عن إصابتهم بمشاكل معوية وأمراض جلدية يُعتقد أنها ناتجة عن استخدام هذه المياه الملوثة. هذه الحالات زادت من قلق العائلات حول التأثيرات الصحية على المدى الطويل، خاصة على الأطفال وكبار السن.
أمام هذه الوضعية، طالب سكان الدار البيضاء بتدخل عاجل من الجهات المسؤولة لحل هذه الأزمة، وضمان توفير مياه صالحة للشرب. وقد أطلقت بعض جمعيات المجتمع المدني حملات توعية للضغط على السلطات المحلية والمطالبة بتقديم حلول مستدامة.
في المقابل، ردت السلطات بتقديم وعود بتحسين شبكة توزيع المياه ومعالجة المشكلات المتعلقة بالتلوث. إلا أن هذه الوعود لم تترجم بعد إلى إجراءات ملموسة على الأرض، مما زاد من حالة الإحباط بين السكان.
تظل أزمة تلوث مياه الشرب في الدار البيضاء موضوعًا ملحًا يتطلب تدخلًا فوريًا وحلولًا جذرية. يطالب السكان بالتحرك السريع من أجل معالجة هذه المشكلة البيئية والصحية الخطيرة، لضمان حقهم الأساسي في الحصول على مياه نظيفة وآمنة.
يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل ساكنة الدار البيضاء تعاني من هذه الأزمة دون حلول فعلية؟ وما هي الخطوات التي ستتخذها السلطات لضمان توفير مياه شرب نظيفة لكل مواطني المدينة؟ الزمن كفيل بالإجابة عن هذه التساؤلات، لكن الأمل يظل معقودًا على تدخل سريع وفعال ينهي معاناة السكان.