جريدة أرض بلادي _الدار البيضاء _
الدكتور و الإعلامي عبد العزيز حنون_
التذاكر الرسمية للشركة دخلها للشركة و تذاكر النقل لجميع الجهات دخلها للعاملين بعيدا عن لافاي دوروت التي لا تضم كل شيء .. تقاسم شيئا ما مع صاحب المكتب لا أدري ما هو ارجح انها عملية غش الباترون وهذا معمول به و يعلمه الباترون نفسه غير ما خاصش يعيقو بزاف ..
توديع اب ابنته ..مد لها النفولة واعطاها عشرين درهما حتى تأخذ الخطاف كي يوصلها للخيمة، بقي بجانب الكار يصعد وينزل حتى انطلقت الحافلة، الله يسمح لينا من الوالدين..
شاب ساعد مسنا متعبا يحمل معه بعض الثياب و قارورة ماء اختار له مكانا بعيدا عن العجلات لتفادي كثرة الاهتزاز، ودعه بسرعة. الظاهر انه ابنه، فرق كبير بين موقف الأب من بنته و تصرف الابن مع ابيه، الله يسمح ليه .
بكاج كثير يوضع ايضا داخل الحافلة و في الجنب وتحت الارجل وفي الكولوار وفوق الرأس في الشبكة، و قد يتدلى منه بعض منه.. لعل الصناديق أسفل الحافلة قد امتلأت عن آخرها..
هرير المحرك لا يتوقف ، يبدو أنه يقوم بمجهود فوق الطاقة بسبب التسابق للظفر بالبلايص قبل المنافس ..
المراوغة و تمويه المسافرين ان الذهاب سيكون مباشرة لاصطيادهم، رغم أن الوجهات مختلفة بل متناقضة يتم اكتشافها حينما يسأل بعضهم بعضا فين غادي نتا . و عند كل مفترق طريق رئيسية نحو وجهات متباينة تقف الحافلات جنب الطريق للقيام بعملية تبادل المسافرين فيما بينها حتى يذهب كل إلى وجهته الحقيقية .”هز حط عاوتاني ياك كلتي لينا ديريكت ” تحتج أحد النساء و معها خلق كثير من الاطفال، ربما هم ذاهبون عند الأجداد لقضاء فترة من الصيف .
قيء الطفل في الميكة عدة مرات، وهي معدة سلفا من طرف الام لأنها تعرف حاله .وضعت ابنها امامها مدة الرحلة، لأنها ربما أدت تذكرة واحدة فقط لهما معا، لكنهما بسهولة يغطان في النوم بعد كل نوبة قرف . الأمهات يتحملن كل المتاعب من أجل زيارة العائلة.
كوبل البؤس، رجل ستيني وامرأة مثله، وكل علامات الفقر والتهميش بادية عليهما، هي تحمل البندير و هو يحمل الوتار، صعدا في منتصف الطريق، ولم يؤديا ثمن التذكرة، ربما ضمن الشخصيات المعروفة في ذلك المسار، نزلوا في الفيلاج الموالي ارجح انهما كانا سيبدآن العمل بعرض فنهما الرخيص مرورا على كل الحوانيت و الواقفين والراجلين و الجالسبن بالمقاهي و في جنبات الحيطان، والرجوع مساء ببعض الدراهم..
في كنف البسطاء هناك حياة ودينامية اجتماهية تعج بالمعاني.. يصنعون كثيرا من الفرح من لا شيء، ويرزق بعضهم بعضا بعيدا عن الدورة المالية للجواهري والي بنك المغرب ..
احسن هدية في ذلك الصباح الباكر هو ان تجد كتبا ملقاة قرب الحائط جنب القمامة .. اخذت تلك التي لم تصب بأذى، منها كتاب حول صحافة الاستقصاء وسلطة وسائل الإعلام(الصورة المرفقة) ، التهمته خلال الرحلة و لم امهله، قضيت معه وقتا ممتعا. فأل خير و هدية الصباح. لكن مؤلم جدا هذا التخلص القاسي من الكتب في المزابل، الذي اضحى ظاهرة متكررة، لتجدها في الجوطية ضمن المتلاشيات أو تشحن نحو مزبلة مديونة.