سوق الخير بحي “عرصة المعاش” في مراكش: التهميش وعشوائية التنظيم تُهددان جاذبيته السياحية

جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة

يشهد سوق الخير، الواقع في قلب المدينة العتيقة بمراكش، حركة دؤوبة تجذب الزوار المغاربة والأجانب على حد سواء. فبفضل موقعه الاستراتيجي وسحر المدينة الحمراء كوجهة سياحية عالمية، يُعد هذا السوق واحدًا من أبرز نقاط التلاقي بين التجارة التقليدية وروح الأصالة.

غير أن هذا السوق، الذي يزخر بالإمكانات، يعاني من مشكلات كبيرة تفاقمت على مر السنين، مما يهدد جاذبيته وقيمته كمرفق حيوي للسكان المحليين والزوار. قلة النظافة والعشوائية في التنظيم من أبرز المشاكل التي تلقي بظلالها على السوق.

 

إلى جانب ذلك، يشتكي بائعو الأسماك من هيمنة الوسطاء، أو ما يُعرف بـ”السماسرة”، الذين يرفعون أسعار الأسماك بشكل غير مبرر، ما يخلق حالة من الاستياء بين التجار والزبائن.

كما أن الفوضى أمام المحلات التجارية أدت إلى اختناق الممرات الخاصة بمرور الزبائن، مما يخلق بيئة غير مريحة للمتسوقين. هذه العشوائية لا تُضعف فقط تجربة الزوار، بل تؤثر أيضًا على الأنشطة التجارية داخل السوق.

في ظل هذه الأوضاع، تتزايد تساؤلات التجار حول المسؤول عن هذا التدهور. ما هو دور المجلس البلدي؟ وأين لجان المراقبة والمكتب الصحي من هذه المشاكل؟ ومع استمرار غياب حلول جذرية، يبقى سوق الخير نموذجًا للأسواق التقليدية التي تواجه تحديات التهميش وسط مطالب ملحّة بتدخل السلطات لإعادة الاعتبار لهذا المرفق الحيوي.

إن إنقاذ سوق الخير يتطلب رؤية واضحة وإجراءات حازمة لتحسين ظروفه وضمان استدامة دوره كمركز تجاري وسياحي يعكس روح مراكش الأصيلة.