جريدة أرض بلادي – اسماء بومليحة –
في مشهد يعكس الوعي السياسي والمجتمعي المتزايد، خرج صباح اليوم الاثنين 7 ابريل الجاري ، الآلاف من تلاميذ المؤسسات التعليمية في مختلف المدن المغربية إلى الشوارع، في وقفات ومسيرات احتجاجية حاشدة، للتعبير عن تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني والمغربي. في زمن يسود فيه التحدي والصمت الدولي أحيانًا أمام القضايا الإنسانية، قرر هؤلاء الشباب أن يرفعوا أصواتهم ليؤكدوا أن لا مكان للصمت في مواجهة الظلم والعدوان.
هذه التحركات الاحتجاجية، التي جمعت أعدادًا ضخمة من الطلاب، لم تكن مجرد احتجاجات عابرة، بل كانت بمثابة رسالة قوية تؤكد على تضامن المغرب العميق مع فلسطين في محنتها المستمرة. فالشباب المغربي، الذي يمتلك فهماً واعياً لقضية فلسطين ويعيش في بيئة تعليمية تشجع على التعبير عن الرأي، قرر أن يتحرك كأحد الأطراف الفاعلة في الدفاع عن القضايا العادلة.
وفي هذا السياق، يظهر دور المؤسسات التعليمية في المغرب باعتبارها منصات تربوية تُنمّي لدى الطلاب حسهم الوطني والعالمي. فنظمت المدارس والجامعات هذه الاحتجاجات بأسلوب سلمي، حيث عبر الطلاب عن موقفهم من خلال الشعارات واللافتات التي تؤكد دعمهم للأشقاء في فلسطين وتطالب بوقف الانتهاكات المستمرة.
إلى جانب هذه الرسالة التضامنية، تُعتبر هذه الفعاليات الشبابية بمثابة إشراقة أمل للمستقبل. فهي تبرز مدى تأثير الجيل الجديد في تحريك القضايا الإنسانية وتحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي. إذ يظهر أن الشباب اليوم ليسوا فقط متفرجين على الأحداث الكبرى التي تشهدها الساحة الدولية، بل هم فاعلون رئيسيون في صياغة المواقف والمواقف الإنسانية.
وفي النهاية، يبقى للمغرب مكانة بارزة في دعمه للقضايا العادلة، والتزامه الثابت بقضية فلسطين التي تمثل رمزية كبيرة في الذاكرة الوطنية والشعبية. إذ تضاف هذه الاحتجاجات إلى سجلات المغرب التاريخية في مسيرته الداعمة للحقوق الفلسطينية، ما يجعل هذا الجيل الجديد أحد الدعامات الأساسية في استمرار هذا التضامن العالمي.