شباب غامروا بحياتهم حاملين أكفانهم بين أيديهم للوصول للبلاد الإفرنجية .

جريدة أرض بلادي-محسين الإدريسي-

اهتزت ساكنة حي المقاومة بمدينة وادي زم، اول امس على إثر خبر وفاة شباب في مقتبل العمر غرقا . كان املهم في الحياة تغيير وضعيتهم بديار المهجر ، هروبا من الظروف الاقتصادية و الاجتماعية المزرية التي حددها لهم مسؤولي المدينة بسبب تخطيطهم العشوائي و المصلحة الخاصة و القبلية وحب الذات ، اضافة الى تحقيق أهداف ابنائهم و اقربائهم عوض تحقيق آمال ابناء الساكنة مدينة الفوسفاط بتشييد معامل ومصانع ليعيشوا عيشة كريمة .

لم يجد شباب المدينة من مفر و لا مخرج من كثرة جلوسهم بدون عمل سوى اللجوء الى الهجرة الغير الشرعية رغم المخاطر التي ستحيط بهم اثناء عبروهم البحر .

شباب قطعوا مئات الكيلومترات لاحدى المدن الجنوبية بالصحراء المغربية، ليركبوا قوارب الموت املهم مواجهة الأمواج العاتية ليصلوا لضفة الافرنج علهم يحققوا احلامهم و مبتغاهم عند المسيحيين تاركين اراضي الاسلام و ان صح القول اراضي من يدعون الاسلام .

شباب ركبوا قوارب الموت تاركين اسر تنتظر اخبارهم بلهفة رجاءهم في الله عز وجل ان يسمعوا خيرا يسعدهم و يثلج صدرهم . شباب توكلوا على الله ، باسم الله مسراها و مجراها .

ركبوا قوارب الموت ، مرت ايام وهم وسط البحر تتقاذف الأمواج زورقهم ذات اليمين و ذات الشمال و المخاطر تحوم حولهم ، لا ماء و لا زاد .

نترك هذا المشهد و نعود لمشهد أسر الشباب اللواني قلوبهم ترتجف من شدة الخوف عن فقدان ابنائهم كل هذه المدة ، الى ان نزل الخبر كالساعقة ، خبر موت ابناء ضحايا التهميش و الفقر ، ذنبهم الوحيد انهم ازدادوا بمدينة وادي زم ، مدينة حكمها اناس لم يوفوا بالعهد الذي عاهدوا الساكنة عليه :

_ مسؤولون باعوا كل المنشآت الحيوية للمدن المجاورة .

_ مسؤولون لم يشجعوا مستثمرين لشراء بقع أرضية بثمن مناسب للقيام بمشاريع تنموية بل فرضوا عليهم مبالغ مالية و شروط تعجيزية مما دفع المستثمرين لصرف النظر عن هذه المشاريع و تشييدها بمدن اخرى .

_ مسؤولون حققوا لابنائهم مستقبل زاهر و تركوا ابناء الشعب

يغامرون بحياتهم في البحار و تعاطي المخدرات و منهم من انتحر بسبب قلة الإمكانيات و منهم من رمي به داخل السجن و منهم من تراكمت عليه الديون حتى اصيب بمرض نفسي لا يعرف نهاره من مسائه .

_ مسؤولون تسببوا في طلاق اسر و وتشريدها بسبب العوز .

_ كل مسؤول تسبب في موت شباب المدينة يتحمل وزرهم حيا و ميتا .