أرض بلادي _فاطمة الزهراء الحجامي
في خطوة جديدة لترسيخ ثقافة التكوين الأكاديمي الرصين وتعزيز كفاءات البحث العلمي، نظمت كلية متعددة التخصصات بالناظور، بتنسيق علمي للدكتور مصطفى قريشي، الدورة التكوينية الثالثة لفائدة طلبة سلك الدكتوراه، والتي عرفت مشاركة أزيد من 85 طالبًا من مختلف التخصصات، ضمن برنامج ثري ومتكامل أعده مختبر الدراسات القانونية والسياسية لدول البحر الأبيض المتوسط، تحت شعار:
“التميز الأكاديمي والريادة البحثية”.
تكوين أكاديمي بطابع شمولي واستشرافي
جاءت هذه الدورة في سياق دينامية متصاعدة للكلية ومختبرها العلمي، تروم توفير فضاءات تكوينية حديثة لطلبة الدكتوراه، تتجاوز الطابع النظري الكلاسيكي نحو مقاربات تطبيقية تستشرف آفاق البحث وتربطه بقضايا التحول الرقمي والمعرفي.
وقد توزعت محاور الدورة على وحدات علمية نوعية، شملت:
وحدة تعمق في تخصص الأطروحة، ركزت على بناء الإشكاليات البحثية، وصياغة الفرضيات، واختيار المناهج الملائمة، مع تمارين تطبيقية حول تحليل النصوص المرجعية والتأصيل النظري. تقدم بها الاستاذ محمد الرضواني مدير المختبر والاستاذ المصطفى قريشي منسق الدورة.
وحدة اللغات والمهارات، والتي هدفت إلى تقوية كفاءات الطلبة في اللغة الأكاديمية (بالعربية والإنجليزية)، وتطوير قدراتهم في الكتابة العلمية والتفكير النقدي والعرض أمام لجان المناقشة. تقدم بها الاستاذين محمد حسني استاذ بالكلية متعددة التخصصات والاستاذ بوجمعة الكوي بذات الكلية.
وحدة الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي، شكلت محطة متميزة لطرح إشكالات راهنة تتعلق بحقوق الباحثين وتحديات الذكاء الاصطناعي في الإنتاج العلمي، حيث نوقشت الجوانب القانونية والأخلاقية بعمق ومسؤولية. تقدم بها الاستاذ عبد الحال حماني.
وحدة الابتكار البيداغوجي، ووحدة تاريخ العلوم. استعرض فيها المؤطرون مستجدات التدريس الجامعي، من تعليم متمركز حول الطالب، إلى بيداغوجيا المشروع والتعلم النشط، تمهيدًا لإعداد الطلبة للاضطلاع بأدوار بيداغوجية مستقبلية. تقدم بها الاستاذين حسن اسويق والاستاذ هشام كزوط
تأطير علمي رفيع وتفاعل ميداني
وشهدت الدورة حضور نخبة من الأساتذة الباحثين الذين أطروا الورشات والجلسات التكوينية بمداخلات عميقة وتفاعلية، ما خلق جوًا من التبادل المعرفي البناء بين المؤطرين والمستفيدين، وعزز من الأثر الفعلي لهذا التكوين في المسار العلمي للطلبة.
وفي افتتاح الدورة، أكد الدكتور مصطفى قريشي على أن هذه المبادرة تدخل ضمن رؤية تكوينية جديدة تنسجم مع متطلبات التكوين العصري، قوامها التخصص، المنهجية، والانفتاح على قضايا العصر، موضحًا أن تكوين الباحثين اليوم لم يعد يقتصر على الجانب الأكاديمي فحسب، بل يجب أن يتسع ليشمل التمكين المهني والمعرفي والتقني.
كما تناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية السيد نائب عميد الكلية والسيد رئيس شعبة القانون العام والسيد ممثل مختبر الدراسات السياسية والاجتماعية انونية.
إشادة واسعة وتنويه عام
وقد عبّر عدد من الطلبة المشاركين عن رضاهم الكبير بمستوى التأطير، وغنى المحاور، واحترافية التنظيم، معتبرين هذه الدورة فرصة نوعية عززت رصيدهم العلمي، ومنحتهم أدوات عملية لتحسين جودة أطروحاتهم والانفتاح على مجالات معرفية جديدة.
واختُتمت أشغال الدورة بحفل توزيع شواهد المشاركة، وسط أجواء من الاعتزاز والارتياح.