طفلة تفارق الحياة بسبب الحصبة في تطوان: الوباء يثير القلق بشمال المغرب

جريدة أرض بلادي -هيئة التحرير-

أفادت مصادر طبية من المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان عن تسجيل أول حالة وفاة بمرض الحصبة (المعروف محلياً ببوحمرون) بالإقليم. الضحية طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف، وهو ما يعكس التحديات الصحية المتفاقمة في المنطقة مع انتشار هذا المرض المعدي.

إصابات في مراحل متقدمة
وأوضحت المصادر أن المستشفى استقبل مؤخراً عدداً من المصابين بالحصبة، من مختلف الفئات العمرية، من أطفال وشباب وكبار السن. وأغلب الحالات التي يتم استقبالها تصل في مراحل متأخرة من المرض، مما يصعّب علاجها ويزيد من خطر المضاعفات.

تكاليف العلاج تضاعف معاناة الأسر
علاج مرض الحصبة يتطلب مصاريف يومية تتراوح بين 800 و1000 درهم، وتستمر فترة الشفاء ما بين 8 إلى 12 يوماً حسب وضعية المريض. هذا العبء المالي يشكل تحدياً كبيراً للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط في المنطقة، مما يزيد من معاناتها في مواجهة هذا الوباء.

مناطق تفشي الوباء ودعوات للتلقيح
المرض انتشر بشكل ملحوظ في شمال المغرب، خاصة في أقاليم شفشاون، طنجة، وتطوان. ويؤكد الأطباء أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف مناعتهم، مما يستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة، وعلى رأسها تلقيح الأطفال.

وزارة الصحة: التلقيح ضروري ومجاني
وزارة الصحة والحماية الاجتماعية سبق أن نبهت إلى خطورة مرض الحصبة ودعت جميع الأسر إلى مراجعة الدفاتر الصحية لأطفالهم للتأكد من تلقيهم الجرعات اللازمة للوقاية. وأوصت الوزارة بإعطاء جرعتين من اللقاح، في الشهر التاسع والثامن عشر، لضمان حماية الأطفال من هذا المرض، مع التأكيد على أن اللقاحات متوفرة مجاناً في المراكز الصحية.

ضرورة تكاتف الجهود للحد من انتشار المرض
تشكل وفاة الطفلة إنذاراً بضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للحد من انتشار الحصبة، سواء عبر تعزيز حملات التلقيح أو نشر الوعي بين الأسر بأهمية الوقاية. ويبقى التعاون بين السلطات الصحية والمجتمع عاملاً حاسماً لحماية الفئات الأكثر هشاشة وضمان صحة وسلامة الجميع.