جريدة أرض بلادي – عبد المجيد العزيزي –
في أزقة المدينة العتيقة بمراكش، وبالتحديد في حي الماسين، وُلد وترعرع مسرار شرف، شاب مغربي طموح تحدى قساوة الحياة والتهميش، ليصبح نموذجًا يُحتذى به في العزيمة والإصرار.
لم تكن نشأة مسرار سهلة، فقد واجه صعوبات اجتماعية عديدة بسبب التفكك الأسري، لكنه وجد في الرياضة ملاذًا وشغفًا منذ صغره. عشق الكرة المستديرة وبدأ مشواره الكروي مع فريق حي الماسين، قبل أن يشارك في منافسات كأس دانون مع المنتخب المدرسي لثانوية الكتبية، حيث أظهر موهبة استثنائية أهلته للانضمام إلى فريق الكوكب المراكشي عام 1998.
لم تتوقف طموحاته عند كرة القدم، بل اتجه أيضًا إلى رياضة تكوين الأجسام، حيث واصل مسيرته الرياضية لمدة 18 عامًا، وهو الآن يعمل على الحصول على دبلوم تدريب من الصنف D. تحت إشراف رواد الرياضة عبد الجبار الكراوي ورضوان الكراوي، اللذين يشرفان على جمعية رياضي القصبة، اكتسب مسرار خبرات واسعة ساعدته في تطوير مسيرته الرياضية.
لكن إنجازاته لم تقتصر على الرياضة فقط، فقد أثبت تفوقه في مجال تجويد القرآن الكريم، حيث حصد ثلاث جوائز في مسابقات التلاوة والسؤال الديني بالمملكة العربية السعودية عام 2023، متفوقًا على منافسين من المغرب ومصر.
واليوم، يقود مسرار شرف جمعية أجاكس تاسلطانت الرياضية، ويسعى لتحقيق حلمه الأكبر: إنشاء نادٍ رياضي يُتيح الفرصة للمواهب الشابة للتألق على المستوى الوطني والدولي. إن قصة مسرار هي رسالة أمل للشباب المغربي، تؤكد أن النجاح ليس حكرًا على من نشأوا في ظروف مثالية، بل هو ثمرة الإرادة والتحدي.