عبيد العذاب

جريدة أرض بلادي-دكتور عبد العزيز حنون

 

من الشخصيات المهمة التي کانت ضرورية ولا بد منها لتأتيت المشهد اليومي لطقوس الغضب في روتين الصولة والصولجان. شخصيات کانت تعي دورها جيداً وتقوم به بتفان و اتقان، هم”عبيد العذاب“ الغلاط الشداد. كان لهم دور في المسطرة الصارمة لتأديب الأمراء الذين يوصفون بشيء من الطيش و قد يقترفون المخالفات المنافية للمراسيم المرعية، وعند کل تجاوز للحدود كانت تجهز لهم كل الوسائل الكفيلة بردعهم وردهم لجادة الصواب.

 

فبحلول عشية المحاسبة، والکل يترقب وکأن علی رٶوسهم الطير، يتم إحضار الأمير الذي يعرض على ملك الزمان وفريد المكان من أجل توقيع العقوبة بدون تساهل و بأقسى ما يمكن حتى يكون عبرة لغيره، فتعرض على الأمير الطائش التهم المقترفة و يتم تجهيز السياط و الرباط حتى تتم العملية في أحسن الظروف وبلا مقاومة متعبة.

 

بعد اتباث المنسوب إليه بالحجة والدليل يتم إدخال عبد من الشداد الغلاظ لكي يقوم بالواجب. فيزيل عبد العذاب التياب عن صدره و ظهره فتظهر عضلات العبد المفتولة والمخيفة ويتم احضار الحبال والسياط لکن ليس لضرب الامير و لکن يربط العبد عوضا عن الامير، و يتلقى العبد السياط بلا رحمة نيابة عن الأمير حتى يهدأ روع الملك، بعدها يتم إخلاء سبيل العبد ويرضى الملك عن الأمير.

 

وهكذا كان كلما اقترف الأمير جرما يتحسس عبيد العذاب جوانبهم و يهيؤون جلودهم للدباغة.