جريدة أرض بلادي – شيماء الهوصي –

في أجواء احتفالية ونضالية موحَّدة، شهدت مدينة بني ملال انعقاد عرس تنظيمي واحد تمثّل في المؤتمر الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم، الذي احتضنته الغرفة الفلاحية لجهة بني ملال خنيفرة ، في مناسبة جمعت مختلف مكونات الشغيلة التعليمية تحت سقف واحد، وحملت رسائل قوية حول مستقبل المدرسة العمومية ودور النقابات في تأطير الحوار داخل القطاع.
وقد أشرف الكاتب الوطني للجامعة، ميلود مصعيد ، نائب الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل و الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم على فعاليات هذا المؤتمر، مطلقاً دينامية جديدة في التواصل والتفاعل مع المنخرطات والمنخرطين، ومناضلات ومناضلي التنظيم. وعرف اللقاء نقاشات معمقة تناولت الإشكالات الراهنة في منظومة التربية و التعليم، خاصة ما يتعلق بمآلات الحوار الاجتماعي ومستجداته، حيث قُدمت توضيحات موسعة حول مختلف التساؤلات المطروحة.

وجاء انعقاد هذا العرس النضالي تحت شعار:
“تنظيم نقابي قوي دفاعاً عن المدرسة العمومية وصوناً لحقوق ومكتسبات نساء ورجال التعليم”،
وهو شعار يعكس الرغبة في تعزيز الأدوار الترافعية للنقابة والدفاع عن الملفات المطلبية لمختلف الفئات، خاصة بعد تصدرها نتائج انتخابات اللجان الثنائية لسنة 2021. وشكّل المؤتمر مناسبة لإعادة هيكلة الفروع الإقليمية والجهوية، وضخ دماء جديدة في التنظيم النقابي من أجل تجديد العطاء وتجويد الأداء.
وقد أفرزت أشغال المؤتمر انتخاب مكتب جهوي جديد مكون من 27 عضواً وعضوة، جدد الكاتب الجهوي المنتخب تأكيده على أن المسؤولية تكليف قبل أن تكون تشريفاً، وأن المرحلة المقبلة تستدعي عملاً جماعياً موحداً خدمة لنساء ورجال التعليم وبناء مدرسة عمومية قوية.

وفي الوقت نفسه، وجّه المكتب الجهوي نداءً عاجلاً إلى وزارة التربية الوطنية من أجل التدخل لاحتواء الوضع المتوتر بإقليم ابن ملال، في ظل المتابعات التي يواجهها عدد من المناضلين بسبب تعبيرهم عن آرائهم وانتقادهم للاختلالات التدبيرية على مستوى الأكاديمية. وحذّر المكتب من خطورة التضييق على الحريات النقابية، داعياً إلى ضمان مناخ مهني سليم.
كما شدّد المؤتمرون على أهمية إشراك النقابات التعليمية في تتبع وتنفيذ مشاريع الإصلاح، وعلى رأسها خارطة الطريق 2022-2026، وبرامج “المدرسة الرائدة” والتعليم الأولي، معتبرين أن نجاح هذه الأوراش يتطلب رؤية تشاركية، حتى لا تنزلق نحو مصير إصلاحات سابقة تعثرت بسبب غياب الحوار.

وفي ختام هذا العرس النقابي الموحّد، أكد المشاركون أن مؤتمر بني ملال شكّل محطة قوية لتجديد الالتزام بالدفاع عن المدرسة العمومية، وتوحيد الجهود من أجل حماية حقوق الشغيلة التعليمية، وإعطاء نفس جديد للحوار داخل القطاع، في أفق تحقيق تعليم عمومي ديمقراطي وحداثي يليق بطموحات المجتمع المغربي.

