عندما تسقط الأقنعة وتظهر الوجوه الحقيقية، تنتهي المصالح…لكن دنيا تدور

جريدة أرض بلادي// أحمد المرس 

 

لو طرحنا هذا السؤال على مجموعة من الناس، فإن الغالبية ستجيب بالنفي ، فلا أحد سيعترف على نفسه بأنه يتصنع أو ينافق أو يتملق أو يكذب أو يخادع، أو يغش من حوله، أو يحتال ليصل لغاية معينة ينشدها، وهي الهدف وراء لبسه لذاك القناع. فهو قد يلبس قناعاً من الحب يخفي وراءه حقداً وحسداً، أو قناعاً من الرضا يخفي وراءه السخط، أو قناعاً من الطيبة والسذاجة يخفي وراءه الكثير من المكر والخداع. هل ينفي الناس ذلك؟! وبعضهم يلبسون تلك الأقنعة!

و السؤال يبقى مطروح.

أما بالنسبة لي فأنا لا أدعي النزهة و حسن الخلق لكن،

من باب الحفاظ على كرامتي ومن باب راحة البال لا أخضع لأحد ولا اتبنى قناعات الآخرين..

لن أمثل ادوار لا تليق بي ولن أقبل بتزيف حقيقتي إرضاء للبعض ولن أعيش حياة لا تشبهني حتى لو استدعى الأمر خسارة البعض من المقربين..

ولست مضطر للتلميع و التملق ولا أهتم بما يقوله الآخرين..

ولا أحب ارتداء الاقنعة ولا أجاهر بعيوب الخلق وسوء الظن وغالبا اترك جميع الأبواب مفتوحه لمن أراد الرحيل عني في أي وقت؟..

ولكن كيف نحمي أنفسنا من أثر الكلمة السيئة على القلب..

فوجدت قوله تعالى بثلاثة آيات: بسم الرحمان الرحيم :

*ولقد نعلم إنك يضيق صدرك بما يقولون.

*ولا يحزنك قولهم.

*فاصبر على ما يقولون.

الغرض من لبس القناع نبيلاً. فلنعش على طبيعتنا، نظهر مشاعرنا كما هي، نضحك عندما نسعد، ونبكي عندما نتألم، ولا نخفي ألمنا بابتسامة خوفاً من الشامتين، نحب بصدق، ونمدح بصدق، نعيش مشاعرنا كما هي دون أن نشوّهها بزيف وخداع.

لذلك الذكي هو الذي يعيش بلا قناع، فمهما حاولت أن تلبس قناعاً لغرض ما في نفسك، فإنه سوف يسقط.