جريدة أرض بلادي – فاطمة الزهراء الحجامي –
مع فشل محاولة “الهروب الجماعي” نحو سبتة فبتاريخ 15 شتنبر الماضي، ظهرت دعوات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي لتكرار المحاولة في 30 شتنبر الجاري، الأمر الذي أثار تساؤلات عن أسباب هذه الموجة من الهجرة غير المسبوقة وتحولها من السرية إلى العلنية.
يدعي نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن تاريخ 30 شتنبر هو موعد آخر لتكرار “الهروب الجماعي” الذي شارك فيه العديد من القاصرين من الجزائر والمغرب وتونس وبلدان أخرى.
يطرح توالي محاولات المهاجرين غير الشرعيين اقتحام سبتة في تواريخ محددة، وفق خبراء في مجال الهجرة، إمكانية وجود “تغييرات تكتيكية لشبكات الهجرة في سعيها للوصول لإسبانيا”.
صّرح الخبراء أنه “يصعب تفسير موجات الهجرة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فقط، والاستحضار فقط لرؤوس مدبّرة لهذه المشاهد، على اعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت دائما تغري الباحثين عن الفردوس الأوروبي”.
اتهم محمد بنعبد القادر، الوزير السابق، المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء محاولة الهروب الجماعي نحو سبتة في تدوينة على “فيسبوك”.
أكدت فعاليات سياسية وحقوقية يسارية “مسؤولية الحكومة في هذه المشاهد، بسبب غياب الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعزز الثقة في المجتمع، وخاصة لدى القاصرين”.
قال عبد الرفيع التليدي، أستاذ سوسيولوجيا الهجرة، إن “موجات الهجرة هذه لا يمكن أن تكون دون جهات مدبرة، لأن شكلها علني ومفضوح”.
شدد التليدي على “سهولة إقناع القاصرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في شمالي المغرب، حيث فكرة الهجرة متجذرة”.
طرح عبد الحميد جمور، باحث في الهجرة، أن مهاجري “موجة الفنيدق” اعتمدوا على نهج “حرَّاقة” دول جنوب الصحراء في “التعبئة الجماعية”، ما يشير إلى وجود “رأس مدبر يخطط ويحرض”.
أشار جمور إلى أن “الحلول الأمنية لن تكون كافية للحد من الهجرة غير النظامية، إذ يحتاج الأمر للعمل مع بلدان خارج الاتحاد الأوروبي”.